للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشِّمالِ (١)، عليها ظَفْرَةٌ غليظةٌ، إنهُ يُبرِيءُ الأَكمَهَ والأبرصَ، ويُحيِي الموتَى، ويقول للنَّاس: أنا ربُّكم، فمن قال: أنت ربِّي فقد فُتِنَ، ومن قال: ربِّيَ الله، حتّى يموت على ذلك فقد عُصِمَ من فِتنَتِهِ، ولا فتنةَ عليهِ، فيلبثُ في الأرضِ ما شاء الله، ثمّ يجيءُ عليه عيسى بنُ مريم من قِبَلِ المغربِ مصدِّقًا لمحمَّد - صلّى الله عليه وسلم - وعلى مِلَّتِهِ، فيقتلُ الدَّجَّالَ، ثمّ إنّما هو قيام السّاعةِ" (٢).

وقيل: إنّه ينزل عند المنارة البيضاء بدمشق (٣).

وفي "العُتبية" (٤) عن مالك قال: بينما النَّاس بِلُدٍّ، إذ يسمعون الإقامة -يريد الصّلاة- فتغشاهم غمامة، فإذا عيسى بن مريم قد نزل.

نكتةٌ:

قال الإمام: وأجمعتِ العلّماءُ أنّ خروج المهديّ حقٌّ لا شكّ فيه ولا ريب، وأنّ خروجه يكون قَبْلَ خروج الدَّجَّالِ، وقبلَ نزول عيسى بن مريم، فيفتش المهدي فلا يوجَد، فينزل عيسى بن مريم.

وقد خرّج أبو داود (٥)، عن النّبيّ -عليه السّلام-؛ قال: "لو لم يبق من الدّنيا إِلَّا يومٌ -قال زائدةُ- لطوَّل الله ذلك اليوم، حتّى يبعثَ الله فيه رجلًا مني أو مِنْ أهل بيتي يُوَاطِيءُ اسمُه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأُ الأرضَ قِسطًا وعدلًا كما مُلِئَت جورًا وظلمًا". وفي حديث سفيان (٦): "لا تذهبُ، أو لا تنقضي الدّنيا حتّى يملكَ العربَ رجلٌ من أهل بيتي، يواطيء اسمُه اسمِي" (٧).

ومن الحديث الثّابت الصّحيح، عن سعيد بن المسيِّب، عن أمّ سَلَمَة؟ قالت:


(١) يقول المؤلِّف في العارضة: ٩/ ٨٢ "قوله: إنّه أعور: إشارة إلى أنَّه يدِّعي الربوبية وهو ناقص الخِلْقَة، والإله يتعالى عن النّقص. وهو لا يقّدِر على إزاحة آفة نفسه فكيف يدّعي أنّه يرزق الخَلْق ويحييهم؟ ".
(٢) سبق تخريجه في الصفحة السابقة، التعليق رقم: ١.
(٣) أخرجه مسلم (٢٩٣٧) من حديث النّواس بن سمعان.
(٤) لم نجده في المطبوع من العتبية.
(٥) في سننه (٤٢٨١).
(٦) هو سفيان الثّوريّ رواه عن عاصم بن بَهدَلَةَ، عن زِرَّ، عن عبد الله عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -.
(٧) أخرجه أيضًا ابن أبي شيبة: ٥/ ١٩٨، وأحمد: ١/ ٣٧٦، والترمذي (٢٢٣٠) وقال: "هذا حديث حسن صحيح" وابن حبَّان (٥٩٥٤)، والطّبراني في الكبير (١٠٢١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>