للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا إذا قلنا: إنّه مأخوذٌ من صوت البعير عند الهدير، فعلى هذا تكون الرِّواية: "نارُ جهنَّم" بالرَّفع. وإن كان بمعنى جرجر بمعنى يَجرَعُ، فتكون الرِّواية على هذا على النّصب للرّاء: "نارَ جهنّم".

وقال الزجاج: يُجَرجرُ في جوفه، أي: يردّد في جوفه.

الفقه والأحكام في عشر مسائل:

المسألة الأولى وهي أصولية (١):

قوله (٢): "من شَرِبَ بها في الدّنيا لم يشرب بها في الآخرة"، كذلك قولُه في الخّمْرِ: "من شَرِبَ الخّمْرِ في الدّنيا ولم يتب منها لم يَشرَبْها في الآخرة" (٣) كذلك هذا معناه إذا لم يتب منه على التَّفصيل المتقدِّم.

وقوله: في الحديث "جنَّتان آنيتهما وما فيهما من ذهبٍ، وجنتَان وآنيتهما وما فيهما من فضة" (٤). فهذا لبس الذَّهب والفضّة والحرير، وأكل في آنية الفِضَّة والذَّهَب، لم يدخل الجنّة إِلَّا أنّ يتوب"، فإنّ من حاول في الذهب والفضّة والحرير الأكل والشّرب والِّلباس فليس له في الجنّة على هذا الوعيد مستمتع، إذ ليس له فيها إِلَّا ما أخبر الله عنه أنّه لا يناله. فيحملُ الحديثُ على ما تحمل عليه آيات الوعيد من أنّ ذلك مخصوصٌ في شخصٍ دون شخصٍ، أو حال دون حال، وقد تقدَّمَ بيان هذا في كتاب الأشربة.


(١) انظرها في العارضة: ٨/ ٧٠.
(٢) أي قوله - صلّى الله عليه وسلم - في الحديث الّذي رواه البيهقي في السنن الكبرى: ١/ ٢٧، والظاهر أنّ المؤلِّف نقله من الاستذكار: ٢٦/ ٢٦٩ أو التمهيد: ١٦/ ١٠٧.
(٣) أخرجه مسلم (٢٠٠٣).
(٤) لم نقف على من خرّجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>