للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثّاني: العَرَضُ لا كميَّةَ له، ونفيُ الكمية عنه تحقيقٌ، فإنْ أراد به العَرَض - كما قال القاضي- فلم يدخل في هذا.

مزيد إيضاح:

فإن قيل: فما معنى الرُّوح عندكم؟ وهذه التسّمية على ما تَقَعُ؟

قلنا: قد تقعُ على أشياء، منها: الرُّوح بمعنى الحياة الموجودة بنفس.

ومنها: الروح بمعنى النَّفس المتردِّد في الأجسام الباردة والحارة.

وقد قيل: إنَّه جبريل.

وقد قيل: إنَّه مَلَكٌ عظيمٌ ليس في الملائكة أعظم منه.

نكتةٌ لغويّةٌ:

وأمّا موقعه في اللّغة وأصله؛ فإنّه مأخوذٌ من الانْبِسَاطِ. ومنه قولُهم: رجلٌ أَرْوَح، إذا كان صدر قَدَمَيه منبسطًا. ومنه قولُ العرب: قَدَمُ فلانٍ رَوْحًا، يعنون منبسطة.

تنبيه على مقصد:

قال أبو الحجّاج الكفيف (١) في معنى قوله - صلّى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ قَبَضَ أَرْوَاحَنَا" فقال: إنَّ ذلك يرجعُ إلى قبضِ العلومِ والإدراكاتِ بترك تجديدها على الذّوات، وسميت روحًا لأنّ الحيَّ بها يصحُّ له التَّصرُّف والانبساط.


(١) هو يوسف بن موسى الكلبي، (ت. ٥٢٠) يقول عنه عياض في الغنية: ٢٢٦ "كان من المشتغلين بعلم الكلام على مذهب الأشعرية ونُظّار أهل السنة ... وكان آخر المشتغلين بعلم الكلام بالمغرب" وقال عنه ابن بشكوال في الصلة: ٢/ ٢٤٤ "له سماع من أبي مروان بن سراج وأبي عليّ الجباني وغيرهما، وكان من أهل التبحّر والتقدّم في علم التوحيد والاعتقادات ... وله تصانيف حسان وأراجيز مشهورة". قلنا: وقد وصلتنا بعض أراجيزه في علم الكلام بشرح أبي علي السكوني.

<<  <  ج: ص:  >  >>