للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعظمُ؟ " قال: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}. قال: "لِيَهْنِكَ العِلْمُ يا أبا المُنْذِرِ" (١). وإنّما كانت أعظم؟ لأنّها توحيدٌ كلّها، كما صار قوله: "أفضلُ ما قُلتُه أنا والنّبيُّونَ من قَبْلِي: لا إله إلَّا الله" الحديث (٢)، أفضلُ الذِّكر؛ لأنّها كلمةٌ حَوَت علوم جميع التّوحيد، والفاتحةُ تضمّنت التّوحيدَ كلّه والعبادة والوعظ والتّذكير، ولا يُسْتَبعَدُ ذلك في قُدْرَة الله، فإن الله جَمَعَ التوحيدَ كله في آية الكُرسيِّ، ثم جَمَعَه (٣) في أقل حروفًا منها التّوحيد، وهو: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (٤). ثمّ جمعه لرسوله في كلماتٍ يوم عرفة المتقدِّمة (٥). ثمّ جمع ذلك في آية واحدة، وهي قوله: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} (٦). وقوله: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} (٧).

الوجه السّادس: قوله: "السَّبْع" فهي سَبْعُ آياتٍ تضمّنت من العلوم ما لم يتضمّن سواها في قَدرِها.

الوجه السّابع: قوله: "المَثانِي" وهي مثانٍ لمعانٍ:

منها: ما تشتركُ فيه مع القرآن في قوله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} الآية (٨).

ومنها: ما تنفردُ به، وهي أنّها تُثَّنى في كلّ ركعةٍ.

ومنها: أنّ الله جعلها قِسْمَين بينَهُ وبين عَبدِهِ: "ولعبدي ما سَألَ" (٩)

ومنها: أنّها قسمان أيضًا: عبادة (١٠) ودُعَاء.


(١) أخرجه مسلم (٨١٠) والآية المذكررة في الحديث هي الآية: ٢٢٥ من سورة البقرة.
(٢) أخرجه مالكٌ في الموطَّأ (٥٧٢) رواية يحيى، وأحمد: ٢/ ٢١٠، والترمذي (٣٥٨٥) من حديث عمرو بن شعبب، عن أبيه، عن جدَّه. قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه". وصحّحه من المعاصرين الألباني في سلسلته الصحيحة (١٥٠).
(٣) في النسخ: "جمع" والمثبت من القبس
(٤) الأخلاص: ١.
(٥) يقصد الحديث السابق ذكره.
(٦) الأحقات: ٣.
(٧) المؤمنون: ١١٥.
(٨) الزمر: ٢٣.
(٩) أخرجه مالكٌ في الموطَّأ (٢٢٤) رواية يحيى.
(١٠) في القبس: "ثناء".

<<  <  ج: ص:  >  >>