للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وذكر الشيخُ أبو الأشبال أنَّ عامّةَ المحدثين ضعّفوه لأنه كان من أهل الأهواء والبدع.

* فنقول: نعم كان إبراهيم يجمع ضروبًا من البدع، فقد كان معتزليًا، قدريًا، جهميًا، رافضيًا. . ولكن هذا لا يضرُّه إن كان صدوقًا مأمونًا، فليس معقولًا أن يكذبوه في روايته لأجل انتحاله هذه البدع، فقد وثقوا كثيرًا من المبتدعة، بل ومن رؤوسهم. . لم يبق إلا أن يحمل الجرح على الرواية، وهو الصواب الموافق للقواعد.

وقد قال ابن حبان: "كان إبراهيم يرى القدر، ويذهب إلى كلام جهم، يكذبُ مع ذلك في الحديث. .". فواضح أن الجرح ليس للبدعة.

* أما توثيق الشافعيّ رحمه الله تعالى وإبراهيم فغيرُ معتمدٍ هنا، فلا يُقدَّمُ على رأي أهل الاختصاص واجتماع المحدثين على الشيء يكون حجةً.

* فإن قيل ما الحامل للشافعيّ على توثيقه؟

* أجاب على ذلك ابن حبان في "المجروحين" (١/ ١٠٧)، فقال: وأما الشافعيّ، فكان يُجالسه في حداثته، ويحفظ عنه حفظ الصبيّ. . والحفظ في الصغر كالنقش في الحجر!!، فلما دخل مصر في آخر عمره، فأخذ يصنف الكتب المبسوطة، احتاج إلى الأخبار ولم تكن معه كتبُهُ، فأكثر ما أودع الكتب من حفظه، فمن أجله روى عنه، وربما كنَّى عنه، ولا يُسَمِّيه في كتبه. . . اهـ.

* غوث المكدود ١/ ٨٠ - ٨٢ح ٨٤؛ النافلة ج ٢/ ١٧٤ - ١٧٦

. . . . إبراهيم بن محمَّد بن أحمد العطار = أبو إسحاق بن أبي ثابت

. . . . إبراهيم بن محمَّد بن الأزهر = الصَّريفِينيّ

. . . . إبراهيم بن محمَّد بن الحارث = أبو إسحاق الفزاري

<<  <  ج: ص:  >  >>