للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* والصَّوابُ عِندِي في ذلك أنَّ هشامًا أبا كُليبٍ راوٍ آخَرُ، وليس هو ابنُ عائذٍ، وإن كان الثَّوريُّ يَروي عنهُما. وقد فرَّق بينَهما ابن أبي حاتِمٍ.

* ولمَّا ذكره ابنُ أبي خيثَمة في "تاريخِه" وروَى له الحديث، ولم ينسِبهُ، بل قال: "هشام أبو كُليبٍ". وكذلك فَعَل البُخارِيُّ في "تَاريخِه" (٣/ ٢/ ١٩٦)، والدُّولابِيُّ في "الكُنَى" (٣/ ٩٣٢)، وابنُ حِبَّان في "الثِّقات" (٧/ ٥٦٨)، ولم يَذكُرُوا عنه راويًا إلا الثَّوريَّ.

* ولكن يُتَعقَّبُ ابنُ القطَّانِ والذَّهَبيُّ وابنُ حَجَرٍ في دعواهُم أنَّه لا يُعرَف؛ فقد نَقَل ابنُ أبي حاتمٍ في "الجَرح والتَّعديل" (٤/ ٢/ ٦٨) عن عبد الله بن أحمد، قال: "سألتُ أبي عن هشام بن كُلَيبٍ الذي يروِي عنه الثورِيُّ. فقال: ثقةٌ".

* ولم أر مَن سمَّاه "هشام بن كُليبٍ"، فلعلَّه وقع تصحيفٌ في كتاب ابن أبي حاتمٍ ويكونُ صوابُ العبارة: "سألتُ أبي عن هشامٍ أبي كُليبٍ"، فيُحتَمَل حينئذٍ أن يكون أحمدُ قصد هشامَ بن عائذِ، ويُكْنَى أبا كُليبٍ أيضًا. فالله أعلم، فقد أُشكل عليَّ تحريرُ الفَرق بينهما.

* وقد حَكَم الذَّهبيُّ على هذا الحديثِ بالنَّكَارَة بناءً على جَهالَة هشامٍ أبي كُلَيبٍ، ووافَقَه الحافظُ في "اللِّسان"، ونَقَل فيه توثيقَ ابنِ حِبَّان، ولم يتعرَّض لِذِكرِ توثيقِ أَحمدَ، فرُبَّما يُرجِّحُ هذا ما ذكرتُهُ أنَّ أحمدَ قصد هشام ابن عائذٍ بالتَّوثيق، ونَقَلَه ابنُ أبي حاتمٍ في هشامٍ أبي كُليبٍ. فالله أعلم أيَّ ذلك هو الصَّحيح. الفتاوى الحديثية / ج ٣/ رقم ٢٨٠/ رجب / ١٤٢٣؛ مجلة التوحيد / رجب / ١٤٢٣

٤١٢٣ - هشام بن عبد الملك: وهو أبو الوليد الطيالسي. قال أبو حاتم: كان يُقال: سماعه من حماد بن سلمة فيه شيء، كان سمع منه بآخرة وكان حماد ساء حفظه في آخر عمره. اهـ

<<  <  ج: ص:  >  >>