* ثم إن الترمذي قال:"حديثٌ حسنٌ" فلا يمكن أن يحسن الحديث ثم يردفه بذكر الانقطاع في سنده، إلا أن يكون قد قصد أنه "حسنٌ لغيره" لمجيئه من طرقٍ أخرى بخلاف المنقطعة، أو يكون له شواهد.
* فإن قلتَ: قد قال الترمذيّ في الحديث (١٧٩): "ليس بإسناده بأسٌ إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه"، فهذا يدلُّ على أن الإسناد المنقطع ليس به بأس.
* قلتُ: الجواب من وجهين، الأول: أن يحمل كلام الترمذيّ على أنه لا بأس به في الشواهد والمتابعات، وإلا فالمنقطع عند جمهور المحدثين قسم من الحديث الضعيف.
* الثاني: أن هذه العبارة يستخدمها كثيرٌ من المحدثين، فيقولون:"إسناده صحيحٌ لولا الانقطاع بين مكحول وأبي هريرة" قال ذلك البيهقيُّ في حديث: "صلوا خلف كل برٍّ وفاجر". فتخرج كلمة الترمذيّ هذا المخرج.
* فإن قلتَ: قد قال في الحديث (٣٠١١/ ٢): "هذا حديثٌ حسنٌ". فلم يذكر الانقطاع. قلتُ: قد ذكر الانقطاع في مواضع كثيرة والأخذ بالمفسر الزائد أولى كما هو معروف.
* وبالجملة فقد أطلتُ في هذا البحث، رجاء دفع الشبهة، وحسم مادة الجدل، وظهر منه أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه على الصحيح من أقوال المحققين، أما البدر العينيّ رحمه الله تعالى، فما تعلق بشيء له طائل. والله أعلم. النافلة ج ١/ ٢٦ - ٣١
٤٨٨٧ - أبو عبيدة بن معن:[هو عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن مسعود المسعودي] أبو عبيدة اسمه: عبد الملك، وثقه: ابنُ معين والعجليُّ. تنبيه ١٢/ رقم ٢٤٩٩
٤٨٨٨ - أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر:[عن أبيه، عن جدِّه -رَضِيَ الله عَنْهُ-]