للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ثم هب أن أبا حنيفة كان ثقة في الحديث، فإيراد العقيلي له في "الضعفاء" يتفق مع ما اشترطوه من أنهم قد يذكرون الرجل لأدنى جرحٍ فيه وإن لم يضرُّه، فكيف إذا كان الجرح يضرُّهُ؟! ثم زاد الكوثريُّ في الطنبور نغمات، إذ زعم أن العقيلي كان كثيرًا ما يتصحف عليه الاسم فيجهله، فيرد عليه، ونحن بدورنا نتحدى من يثبت هذه الكثرة التي ادعاها الكوثري، ولئن كان الكوثري أفضى إلى ما قدم، فإنا بدورنا ننقل هذا التحدي إلى أتباعه، العاكفين على مذهبه في التعصب.

* ونحن لا ننكر أن يقع للعقيلي تصحيف في اسم، بل وفي عشرة وهذا قليل في جنب صوابه، ولكن ننكر أنه "كثيرًا ما يتصحفُ عليه الإِسم. . " فإنه محضُ تخرصٍ وافتراءٍ.

* وأمام ذنب العقيلي هذا، فإن الكوثري وصفه بـ"المتعصب الخاسر"! والعقيليُّ بعيد عن الخسران بحمد الله -كما قال الشيخُ العلامةُ ذهبيُّ العصر المعلميِ اليمانيِ في "التنكيل" (١/ ٤٦٥) - ثم ذنبٌ آخرٌ للعقيلي زاد من حنق الكوثري عليه؛ وهو أنه كان سلفيَّ العقيدة، والكوثريُّ جهميٌّ هالكٌ، فهو يصفُ كل من كان على مذهب الصحابة والتابعين بأنهم حشوية أغبياء، واعتقادهم أسوأ من اعتقاد النصاري!! ولذا فإنه لن يضن على العقيلي بفيوضاته!! فقال: "حشويُّ مُجارفٌ". فالله حسيبُهُ.

* هذا ولما كان العقيليُّ لا يعرفه إلا المتخصصون، وشاتمُهُ من مأمن من سخط الناس، فإن عرضه مباحٌ لأمثال هذا المخذول. جُنَّةُ المُرتَاب / ١٤ - ١٩

* [وراجع لزامًا الرد على الكوثري في ترجمة: "البخاري" فيما تقدم من هذا الباب]

٥١٢٢ - العلائي: الشيخ الإمام، العلامة، المحقق الكبير، حجة الحفاظ،

<<  <  ج: ص:  >  >>