للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قال الخطابيُّ في "المعالم" (٤/ ٢٨٠): وأبو العشراء الدارميُّ لا يُدرى من أبوه، ولم يرو عنه غير حماد بن سلمة. غوث المكدود ٣/ ١٨٦ - ١٨٧ ح ٩٠١؛ حديث الوزير/٥٧ - ٥٨ح٢٢

[دفاع الخطابي عن السنة: حديث إذا وقع الذباب]

* فقال الخطَّابِيُّ في "معالم السُّنَن" (رقم ٣٦٩٥ من "تهذيب السُّنن"): "وقد تكلَّم في هذا الحديثِ بعضُ من لا خَلاق له، وقال: كيف يكونُ هذا؟ وكيف يَجتَمِعُ الدَّاء والشِّفَاءُ في جناحَي الذُّبَابة؟ وكيفَ تَعلَمُ ذلك مِن نَفسِها حتى تُقَدِّم جناح الدَّاء، وتُؤخِّر جناح الشِّفاء؟ وما أرَبُها في ذلك؟!

* قلتُ [القائل الخظَابيُّ]: وهذا سؤالُ جاهلٍ أو مُتجاهِلٍ؛ وإنَّ الذي يَجِدُ نفسَه ونُفوسَ عامَّة الحيوان قد جُمع فيها بين الحَرَارة والبُرُودة، والرُّطُوبة واليُبُوسَة، وهي أشياءُ مُتضادَّةٌ، إذا تَلاقت تَفاسَدَت، ثمَّ يَرَى أنَّ الله سُبحانَهُ قد ألَّف بينها، وقَهَرَها على الاجتماع، وجَعَل مِنهَا قُوى الحيوانِ التي بها بَقاؤُها وصلاحُهَا، لَجَدِيرٌ أن لا يُنكِر اجتماعَ الدَّاء والشّفاء في جُزأَين من حيوانٍ واحدٍ، وأنَّ الذي أَلهَمَ النَّحلَة أن تتَّخِذ البيتَ العجيبَ الصَّنعةِ، وأن تَعْسِلَ فيه، وأَلهَمَ الذَّرَّة أن تكتِسَب قُوَّتها وتدَّخِرَه لأوان حاجَتِها إليه، هو الذي خَلَق الذُّبَابة، وجَعَل لها مِن الهِدَاية إلى أن تُقَدَّم جَناحًا وتؤَخِّر جَناحًا، لما أَرادهُ اللهُ من الابتلاء، الذي هو مَدرَجَةُ التَّعبُّد، والامتحانِ الذي هو مِضمَارُ التَّكَليف. وفي كُلِّ شيءٍ عِبرةٌ وحِكمَةٌ. وما يَذَّكَّر إلا أولُوا الألباب".

* [وانظر بقية الدفاع عن هذا الحديث في ترجمة أحمد شاكر وابن القيم والألباني]

* الفتاوى الحديثية/ ج ٢/ رقم ١٦٨/ جماد أول / ١٤١٩

٥٠٨٧ - الخطيبُ البغدادي: أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت

<<  <  ج: ص:  >  >>