للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مالك، عن أبيه، وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم. . "

*ووالد عبد الرحمن هو عبد الله بن كعب، ولا صحبة له، ولا هو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، بل هو كعب بن مالك كما هو معلوم، فإمّا أن يكون أحد رواة الحديث أخطأ في قوله: "وكان أحد الثلاثة. .".

*وإمّا أن يكون قوله: "عن أبيه" يدخل في التأويل ويعني به "عن جدَّه"، وهذا سائغٌ؛ كما أخرجه النسائي (١/ ٦٩ - ٧٠) من حديث عليّ بن أبي طالب -رَضِيَ الله عَنْهُ-، أنه توضأ وبعد أن فرغ من الوضوء قال لابنه الحسين -رَضِيَ الله عَنْهُ-: "لا تعجب فإني رأيت أباك النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يصنع مثل ما رأيتني صنعت".

* وأمّا سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب من جدِّه كعب بن مالك، فثابت في البخاري (٦/ ١١٣)، وبهذا البحث يكون الإسناد متصلًا صحيحًا، وعلى القول بأن قوله: "عن أبيه" على بابه فيكون الحديث مرسلًا. . تفسير ابن كثير ج٣/ ١٩٢

١٩٥٢ - عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود: [بحث سماعه من أبيه] تكلّم بعض أهل العلم في سماع عبد الرحمن من أبيه حتى بالغ الحاكمُ، فقال: "اتفق مشايخ أهل الحديث أنه لم يسمع من أبيه"!. وهو نقلٌ غير مستقيم، كما قال الحافظ بل الذين أثبتوا سماع عبد الرحمن من أبيه أتقن وأكثر من الذين ادعوا عدمه.

* فممن أثبت سماعه: البخاريُّ في "التاريخ" (٣/ ١/٢٩٩)، ونقله عن عبد الملك ابن عمير. أبو حاتم الرازي كما في "الجرح والتعديل" (٢/ ٢/ ٢٤٨). عليّ ابن المديني. سفيان الثوريّ. شريك النخعي. الترمذيُّ.

* أما الذين ادعوا عدم السماع: يحيى بن معين، وقد اختلف النقل عنه، فندع قوليه الآن. العجليّ، ذكره في "الثقات" (٩٦٣)، وقال: "يقال أنه لم يسمع من أبيه إلا حرفًا واحدًا". ولا ندري من الذي قال. وابن المدينيّ قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>