٣٠٤٥ - قرَّة بن حبيب: [ابن يزيد القنوي الرماح, أبو عليّ البصري, التستري وقيل القشيري]
* هؤلاء أولادٌ بررة [يعني أولاد جرير بن حازم] , صانوا أباهم من ألسنة أصحاب الحديث.
* وشبيهٌ بهذا ما ذكره البرذعيُّ في "سؤالاته لأبي زرعة الرازي" (ص٥٧٥ - ٥٧٦) , قال: قلتُ لأبي زرعة: قرة بن حبيب تغيَّر؟
* فقال: نعم كنّا أنكرناه بآخرة, غير أنه كان لا يحدث إلا من كتابه, ولا يحدث حتى يحضُرَ ابنُهُ, ثم تبسم.
* فقلت لم تبسمت؟
* قال: أتيته ذات يوم, وأبو حاتم, فقرعنا الباب واستأذنا عليه, فدنا من الباب, ليفتحَ لنا, فإذا ابنته قد خفَّت, وقالت له: يا أبتِ إن هؤلاء أصحابُ الحديث, ولا آمن أن يُغلِّطوك, أو يدُخلوا عليك ما ليس من حديثك, فلا تخرج إليهم حتى يجيء أخي, تعني عليّ بن قرّة, فقال لها: أنا أحفظ فلا أمكنهم ذاك.
* فقالت لستُ أدعُك تخرج فإني لا آمنهم عليك, فما زال قرة يجتهد, ويحتج عليها في الخروج وهي تمنعه, وتحتج عليه في ترك الخروج إلى أن يجيء عليّ بن قرة حتى غلبت عليه ولم تدعه.
* قال أبو زرعة: فانصرفنا وقعدنا حتى وافى ابنُهُ عليٌّ.
* قال أبو زرعة: فجعلتُ أعجب من صرامتها وصيانتها أباها. انتهى.
* وقولها: (لا آمن أن يغلطوك) يشير إلى ما كان يصنعه المحدثون من امتحان المحدث حتى يتأكدوا من ضبطه وحفظه, صيانة لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقع فيه الغلط, فرحمة الله عليهم أجمعين.