مُحمَّدٌ! وسبَقَهُ إلى هذا الإنكارِ ابنُ عَدِيِّ، غير أنَّهُ ساق أقوالا. .
* فقال في الكامل (٦/ ٢٢٤٠): ومُحمَّدُ بنُ أبي صالحٍ يَروِي عن أبيه، عن عائشة، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قال: الإمام ضامنٌ. فهذا الحديثُ لا يَصِحُّ عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنَّ أهل مِصرَ رَوَوهُ عن مُحمَّد بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن عائشة. ورواه سُهيلُ بنُ أبي صالحٍ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هُريرَة. فالذي صَحَّحَ هذا الحديثَ جَعَلَ مُحمَّدَ بن أبي صالحٍ أخًا لسُهيل بن أبي صالحٍ، فقال: قد اتَّفَقَ سُهيِلٌ ومُحمّدٌ ابنا أبي صالِحٍ جميعًا، عن أبيهِمَا، فقال مُحمَّدٌ: عن عائشة، وقال سُهيلٌ: عن أبي هُريرَة. والذي لم يُصَحِّح هذا الحديث قال: من أين جُعِلَ مُحمَّدُ بنُ أبي صالحٍ أخًا لسُهيل بن أبي صالحٍ، وليس في وَلَدِ أبي صالحٍ من اسمُهُ مُحمَّدٌ؟ إنَما هو سُهيلٌ، وعَبَّادٌ، وعبد الله، ويحيَىَ، وصالحٌ بَنُو أبي صالحٍ، ليس فيهم مُحمَّدٌ. اهـ.
* ومِثلُ هذا البحث مُتعقَّبٌ بما ذَكَرُه أبو داوُد في كتاب الإِخوَةِ، وكذا أبو زُرعَة الدِّمَشقِيُّ، وجَزَمَ به ابنُ الصَّلاح في المُقَدِّمة (٣٣٧).
* وفي عِلَل الحديث (ج١/ رقم ٢١٧) لابن أبي حاتمٍ، قال: سَمِعتُ أبي، وذَكَر سُهيلَ بنَ أبي صالحٍ، وعَبَّادَ بنَ أبي صالحٍ، فقال: هما أَخَوَانِ، ولا أَعلَمُ لهما أخًا، إلا ما رواه حَيْوَةُ بنُ شريحٍ، عن نافع بن سُليمانَ، عن مُحمَّد بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن عائشةَ، مرفُوعًا. . . -الحديث-، -قال:- والأعمشُ يَروِي هذا الحديثَ عن أبي هُريرَة. قلتُ: فأيُّهُما أصحُّ؟ قال: حديثُ الأعمش؛ ونافعُ بنُ سُليمان ليس بقويٍّ. قلتُ: فمُحمَّد بنُ أبي صالحٍ أخو سُهيلٍ وعبَّادٍ؟ قال: كذا يَروُونَهُ. اهـ.
* وقال الشَّيخُ أبو الأشبال الذي شرح التِّرمِذِيِّ (١/ ٤٠٤): والرَّاجِحُ عِندِي أنَّ مُحمَّد بنَ أبي صالحٍ كان موجُودًا؛ فقد رَوَى في التَّهذيب أنَّه رَوَى عَنهُ هُشيمٌ