* كما قال صالح بن محمد الأسدي الحافظُ: سمعتُ الهيثم بن خارجة، يقول: قلتُ للوليد بن مسلم: "قد أفسدت حديث الأوزاعي. قال: كيف؟
قلتُ: تروي عن الأوزاعي، عن نافع، وعن الأوزاعي، عن الزهري، وعن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، وغيرُك يُدخلُ بين الأوزاعي وبين نافع: عبد الله بن عامر الأسلمي، وبينه وبين الزهري: إبراهيم بنَ مُرَّة، وقرة وغيرهما، فما يحملُك على هذا؟ قال: أُنبِّلُ الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء.
قلتُ: فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء، وهؤلاء ضعفاء، أحاديثَ مناكيرَ، فأسقطتهم أنت، وصَيَّرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات ضُعِّفَ الأوزاعيُّ. فلم يلتفتْ إلى قولي. "انتهى.
فخشي الهيثم بنُ خارجة أن يُطعنَ على الأوزاعي مع ثقته وإمامته بسبب المناكير التي تنسبُ إليه، وهو بريءٌ منها إذا لم يتحقق الناقدُ مما فعله الوليد بنُ مسلم.
* فيريدُ ابنُ حبان أن يقول: إذا أردتَ أن تعرف قدرَ ضبطه، فارقبه إذا روى عن الثقات.
* وشبيهٌ بهذا المعنى ما قاله ابنُ حبان أيضًا في "الثقات"(٨/ ١٢٥) في ترجمة "أيوب بن سويد". قال: "كان رديءَ الحفظ، [يُتَّقَى](١) حديثه من رواية ابنه محمد بن أيوب عنه, لأن أخباره إذا سُبرت من غير رواية ابنه عنه: وجِدَ
(١) قلتُ: في الأصل: "يتقنُ". والذي أثبته من كتاب الثقات ٨/ ١٢٥ وهو الموافق للمعنى المراد.