للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قلتُ: وفي كلام شيخنا نظر، لأنه رجَّح رواية قتيبة من وجهين: أنه أثبت من يحيى بن بكير. أنَّ الراوي عن يحيى بن بكير فيه مقال.

* أمَّا عن الأمر الأول، فنعم. قتيبة أثبت من يحيى، لكن يُردُّ على ذلك بأمرين: الأول: أن ضعف يحيى بن بكير، إنما هو في غير الليث، وقد قال ابنُ عديّ: "هو أثبت الناس في الليث". فهو من هذه الجهة لا يقل عن قتيبة، بل قد يزيد.

الثاني: أن يحيى بن بكير لم يتفرد به. . .

* أمَّا عن الأمر الثاني، فإنَّ عبيد بن عبد الواحد لم يتفرد به. . بذل الإحسان ٢/ ٩٤ - ٩٦ [حديث: "زيِّنُوا القرآن بأصواتكم"]

* يحيى بن عبد الله: ابن بكير. . . ولا أدري بمن أعصِّبُ هذا الاختلاف؟ فلعلَّه من ابن بكير، والله أعلم.

* أمَّا ابن بكير، فصدوق، ولكن تكلَّم فيه الناسُ بسبب سماعه الموطأ بعرض حبيب كاتب مالك كما قال مسلمةُ بن قاسم وضعّفه النسائيُّ.

* فعلَّق على ذلك الذهبيُّ في "السير" (١٠/ ٦١٤)، قائلًا: "كان -ابنَ بكير- غزير العلم، عارفًا بالحديث وأيام الناس، بصيرًا بالفتوي، صادقًا ديِّنًا، وما أدري ما لاح للنسائيِّ منه حتى ضعّفه، وقال: مرّةً: ليس بثقةٍ، وهذا جرحٌ مردودٌ، فقد احتج به الشيخان، وما علمتُ له حديثًا منكرًا حتى أوردُهُ" اهـ.

* قلتُ: فلعلَّ النسائيّ أراد ما ذكره مسلمة بن قاسم، والله أعلم. . .

<<  <  ج: ص:  >  >>