للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يتفرد يحيى القطان بهذا، فتابعه جماعةٌ. . التسلية / رقم ٩١

[قد يكون الراوي ثقة لا خلاف فيه، ثم يُسألُ أحدُ الأئمة عنه مع آخر أوثق منه فيقولُ فيه عبارة يُفهم منها أنه يغُضُّ منه]

* قال عبد الله بن أحمد لأبيه: "من رأيت في هذا الشأن؟ قال: ما رأيت مثل يحيى القطان. قلتُ: فهشيم؟! قال: هُشيمٌ شيخٌ!! ". كشف المخبوء / ٤٣

[حديث أَورَدَه السِّيوطِيَّ في "الجامِع": أقلُّ ما يُوجَدُ في أُمَّتِي في آخِر الزَّمان دِرهمٌ حلالٌ، أو أخٌ يُوثَقُ به]

* فقال الغُماريُّ (٢/ ١٣٧) [يعني: في كتابه "المُداوي"]: " قال الشَّارِح في "الكبير": "قال ابنُ الجَوزِيِّ: هذا لا يَصِحُّ؛ قال يحيى: "يزيدُ بنُ سِنانَ -أحَد رِجالِه- غيرُ ثقةٍ"، وقال النَّسائِيُّ: "متروكُ الحديث"، ومِن ثَمَّ رَمَزَ المصنِّفُ لضعفه".

* قلتُ [القائلُ الغُماريُّ]: لا يَلزَم من ضعفِ السَّند ضعفُ الحديثِ؛ فإنَّ الواقعَ يشهَدُ بصدقِ هذا الحديثِ، فأقلُّ ما يوجَدُ اليومَ دِرهمٌ حلالٌ لكثرة مُعامَلات الرِّبا وأخذِ الرَّشاوي والأموالِ بالباطِل، وأخٌ يُوثَق به لكَثرة الجواسيس وتحاسُدِ النَّاس وتبَاغُضِهم ومَحبَّةِ إفشاء الأسرار وتتبُّع العَوْرات وإيصالِها إلى الأعداء. فلا حَول ولا قُوَّة إلا بالله" انتهَى.

* قلتُ: فهل رأيتَ مِثلَ هذا قطُّ؟! حديثٌ فيه متروكٌ، فيقُول: "لا يَلزَم تضعيفُ الحديثِ به؛ لأنَّ الواقع يشهَدُ له"! فما فائِدةُ علم الحديث إذن؟!

* ونقولُ للغُمارِيِّ ما قاله هُو في "المُداوي" (٢/ ٢٤٣) وهو يتَعقِّبُ المُناويَّ إذ حسَّن إسنادَ حديثٍ منكَرٍ، قال: "أخَذَ هذا [يعني: المُناوِيَّ] من قول العامِرِيِّ في "شرح الشِّهاب" كما صرَّح به في "الكبير". والعَامِرِيُّ يُصحِّحُ الحديثَ بحسب ذَوقِه وهواه، غيرَ مُرتَكِنٍ في ذلك إلى قاعدةٍ حديثيَّةٍ، ولا ناظِرٍ إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>