* وكان يقول:"دخلتُ الكوفة ومعي درهمٌ واحدٌ فأخذت به ثلاثين مُدًّا باقلًا -يعني القول-، فكنتُ آكل منه، وأكتب عن أبي سعيد الأشج، فما فرغ الباقلا حتى كتبتُ عنه ثلاثين ألف حديث، ما بين مقطوعٍ، ومرسلٍ" [تاريخ بغداد (٩/ ٤٦٦ - ٤٦٧)]. .
* وقد شهد له جماعةٌ من أهل العلم بالتفوق. فقال الحافظ أبو محمَّد الخلال:"كان ابن أبي داود إمام أهل العراق، ومن نصب له السلطانُ المنبر، وقد كان في وقته بالعراق، مشايخُ أسند منه لم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو" [تذكرة الحفاظ (٢/ ٧٦٩)].
* وقال أبو حفص بن شاهين:"أملى علينا ابن أبي داود سنين، وما رأيتُ بيده كتابًا، وإنما كان يملي من حفظه، فكان يقعدُ على المنبر بعد ما عمي ويقعد دونه بدرجة ابنُهُ أبو معمر -بيده كتاب-، فيقول: حديث كذا، فيسردُهُ من حفظه، حتى يأتي على المجلس" [تذكرة الحفاظ (٢/ ٧٦٩)].
* ولكن مع حفظه، وعلو رتبته، فقد كان فيه بعضُ كبر وعلو!.
* قال أبو أحمد الحاكم:"سمعتُ أبا بكر يقول: قلتُ لأبي زرعة الرازي: ألق عليّ حديثًا غريبًا من حديث مالك!. فألقى عليّ حديث وهب بن كيسان، عن أسماء، حديث: "ولا تُحصي، فيُحصي الله عليك". رواه عن عبد الرحمن ابن شيبة، وهو ضعيف. فقلتُ له: يجب أن تكتبه عني!!، عن أحمد بن صالح، عن عبد الله بن نافع، عن مالك!. فغضب أبو زرعة، وشكاني إلى أبي، وقال: انظر ما يقول لي أبو بكر"!! [التذكرة (٢/ ٧٧٠)].
* وقد تناوله جماعة من أهل العلم، كابن جرير الطبري، وابن صاعد فاعتمدوا كلمة لأبيه أبي داود، رواها عنه عليّ بن الحسين بن الجنيد أنه قال:"ابني عبد الله كذَّاب". فقال ابنُ صاعد:"كفانا ما قال فيه أبوه!! ".