للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قال الألباني في "الضعيفة" (٨٨١): قال ابن القيم في "تهذيب السنن" (٥/ ٢١٣) تعليقًا على هذا الحديث: "وقد أخرجه ابنُ ماجه في سننه من حديث يحيى بن سعيد الأموي، عن محمد ابن سعيد بن حسان، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنم: ثنا معاذ ابن جبل، قال: لما بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن، قال: لا تقضين ولا تفصلن إلا بما تعلم، وإن أشكل عليك أمر، فقف حتى تبيِّنَهُ، أو تكتب إليَّ فيه. وهذا أجود إسنادًا من الأول، ولا ذكر للرأي فيه".

* قلتُ: كيف يكون أجود إسنادًا من الأول وفيه محمَّد بن سعيد بن حسان وهو الدمشقي المصلوب؟!

* قال في "التقريب": "قال أحمد بن صالح: وضع أربعة آلاف حديث، وقال أحمد: قتله المنصور على الزندقة وصلبه".

* قلتُ: ولعله اشتبه على ابن القيم رحمه الله بمحمد بن سعيد بن حسان الحمصي، وليس به، فإنه متأخر عن المصلوب ولم يذكروا له رواية عن ابن نُسَيّ، ولا في الرواة عنه يحيى بن سعيد الأموي، وإنما ذكروا ذلك في الأول على أنه مجهول كما قال الحافظ، وأيضًا فإن هذا ليس من رجال ابن ماجه، وإنما ذكروه له تمييزًا بينه وبين الأول. . .

* وأجاب ابنُ القيم عن العلة الثانية، وهي جهالة أصحاب معاذ بقوله في إعلام الموقعين (١/ ٢٤٣): وأصحاب معاذ وإن كانوا غير مسمين فلا يضره ذلك, لأنه يدل على شهرة الحديث، وشهرة أصحاب معاذ بالعلم والدين والفضل والصدق بالمحل الذي لا يخفى. .

* أقول: فهذا جواب صحيح لو أن علة الحديث محصورة بهذه العلة، وأما وهناك علتان أخريان قائمتان، فالحديث ضعيف على كل حال، ومن العجيب

<<  <  ج: ص:  >  >>