للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القَومِ بأهل العِلمِ، وذلك أنَّه كان طَلابَةً للعِلم، ورَحَل، وعُنِي به، فصَبَر أحمدُ عن تلك الأحاديث، ولم يَسمع منه حرفًا، وأمَّا عليُّ بنُ المَدِينِيُّ، وأبو خَيثَمة، وعامَّةُ أصحابِنا، سَمِعوا منه, وأيُّ شيءٍ يُشبِهُ المُعلَّى من أبي حنيفة؟ المُعلَّى صدُوقٌ وأبو حَنِيفَة يُوصِل الأحاديثَ -أو كلمةً قالها أبو زُرعَةَ هذا معناها-.

* ثُمَّ قال لي أبو زُرعَة: حَدَّث عن مُوسى بن أبي عائِشَة، عن عبد الله بن شَدَّادٍ، عن جابرٍ، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-. فزاد -يعني: أبا حَنِيفَة- في الحديث: "عن جابرٍ"، يعني: حديثَ القراءة خَلف. . . " انتهَى.

* قلتُ: فهذا إجماعٌ من صَيَارِفَة الفَنِّ على وَهم أبي حَنيفَة والحَسَنِ بن عُمارةَ في وَصل هذا الحديث. الفتاوى الحديثية / ج ٣/ رقم ٢٨٩/ رمضان / ١٤٢٣؛ مجلة التوحيد / رمضان / ١٤٢٣

[التعصبُ لأبي حنيفة هو سرُّ كلام الكوثري في العقيليّ]

* أما قولُ الكوثري [في العقيليّ]: ". . كان ينفُخُ في بوق التعصّب. . الخ".

* فنقول: "قصة عبد الغني المقدسي صاحب الكمال ساقها الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (٤/ ١٣٧٨) على لسانه، فقال: "كنا نسمعُ بالموصل كتاب الضعفاء للعقيلي، فأخذني أهل الموصل وأرادوا قتلي من أجل ذكر رجل فيه، فجائني رجل طويلٌ بسيفٍ، فقلت: لعله يقتلني فأستريح!! قال: فلم يصنع شيئًا ثم أُطلقت" اهـ.

* وأوضحها الحافظ ابنُ كثير في "البداية والنهاية" (١٣/ ٣٩)، فقال: "لما دخل -يعني عبد الغني- الموصل سمع كتاب العقيلي في "الجرح والتعديل" فثار عليه الحنفية بسبب أبي حنيفة فخرج منها خائفًا يترقبُّ" اهـ.

* وجوابًا أقول: التعصبُ في عُرْف الأحناف هو أن تمس أبا حنيفة أو أحدَ أتباعه بسوءٍ، وإن كان ذلك السُّوْءُ ثابتًا وصحيحًا، وقد ثبَّته أئمةٌ أعلامٌ، ولذا

<<  <  ج: ص:  >  >>