للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطأ، ومخالفة غيره من الثقات؟! وإنما هذا كان لبعضهم كيحيى القطان، وأبي حاتم الرازي وغيرهما، ومع ذلك فقد كانوا يخالفون هذه العادة، وسيأتي في هذا الكتاب شيءٌ كثير من ذلك إن شاء الله تعالى.

الثالث: قوله "والحقُّ، أنَّ الثقةَ إذا زاد في الإسناد. . الخ". فهذا القول ليس محله هنا؛ لأن هذا القول -كما هو ظاهر- تبع فيه الشيخ أبو الأشبال الذهبيَّ في ذبِّه عن عليّ ابن المدينيّ كما في "الميزان"، ونحن نسلم للشيخ إن كانْ المخالف مثل عليّ بن المدينيّ، وأحمد بن حنبل وأضراب هؤلاء السادة، بحيث يكاد الجرح ينعدم فيهم، وأعني به الجرح المفسر المؤثر.

* أما الدّالاني فلا نستطيع إغفال الجرح الذي فيه لا سيما وقد خالفه سعيد بنُ أبي عروبة، وهو من أثبت الناس في قتادة، فرواه عن قتادة، عن ابن عباس قوله، فخالف الدّالانيَّ في موضعين، الأول: "أنه أسقط ذكر "أبي العالية". والثاني: أنه أوقفه على ابن عباس، ولم يرفعه؛ وسعيد بن أبي عروبة أوثق من الدّالاني بغير شك، فمخالفته -أعني الدّالاني- مرجوحةٌ.

* وأما نكارةُ الحديث، فإنه أوجب الوضوء على من اضطجح نائمًا، وقد قال أنسٌ -رَضِيَ الله عَنْهُ-: "كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضئوون". أخرجه مسلم وأبو عوانة وأبو داود والترمذي وأحمد والدارقطنيّ وغيرهم من طرقٍ عن قتادة عن أنس.

* وهذا الحديث، قال فيه ابن المبارك -كما عند الدارقطنيّ-: "هذا عندنا وهم وجلوسٌ". وقريبًا منه عند الترمذيّ عنه (١/ ١١٣).

* قلتُ: ولفظ الحديث محتمل لذلك، ولكن في "مسند البزار" (ج ١/ رقم ٢٨٢)، قال: ثنا ابن المثني: ثنا ابنُ عديّ، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس "أنَّ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا يضعون جنوبهم، فمنهم من يتوضأ، ومنهم

<<  <  ج: ص:  >  >>