ابن بكير، ونحن لا ندفعه عن الصدق في قوله، فدع عنك قول مطيّن، وزن الأمور بالعدل والورع.
* ثم وقعت على قولٍ فصلٍ في هذا الموضوع. فقد روى الخطيب في "التاريخ"(٤/ ٢٦٤) من طريق الحسين بن حميد بن الربيع، قال:"ابتدأ أبو كريب محمد ابن العلاء يقرأ كتاب المغازي ليونس بن بكير. فقرأ علينا مجلسًا أو مجلسين، فلغط بعضُ أصحاب الحديث، فقطع قراءته، وحلف لا يقرؤه علينا. فعُدْنا إليه فسألناه، فأبى، وقال: امضوا إلى عبد الجبار العطاردي، فإنه كان يحضر سماعه معنا من يونس. فقلنا له: فإن كان قد مات؟ قال: اسمعوه من ابنه أحمد، فإنه كان يُحضره معه".
* فعلَّق الخطيب قائلًا (٤/ ٢٦٤ - ٢٦٥): "كان أبو كريب من الشيوخ الكبار الصادقين الأبرار. وأبو عبيدة بن يحيى شيخٌ جليلٌ أيضًا ثقة من طبقة العطاردي. وقد شهد له أحدُهما بالسماع، والآخرُ بالعدالة، وذلك يفيد حسن حالته، وجواز روايته إذ لم يثبت لغيرهما قول يوجب إسقاط حديثه، وإطراح خبره. فأما قول الحضرمي في العطاردي أنه كان يكذب، فهو قولٌ مجملٌ يحتاج إلى كشفٍ وبيانٍ. فإن كان أراد به وضع الحديث فذلك معدومٌ في حديث العطاردي. وإن عنيَ أنه روى عمن لم يدركه، فذلك أيضًا باطلٌ, لأن أبا كريب شهد له أنه سمع معه من يونس بن بكير، وثبت أيضًا سماعه من أبي بكر بن عيّاش فلا يُستنكر له السماع من: حفص بن غيّاث وابن فضيل، ووكيع، وأبي معاوية, لأن أبا بكر بن عياش تقدمهم جميعًا في الموت، وأما ابن إدريس فتوفي قبل أبي بكر بسنةٍ. وليس يمتنعُ سماعه منه, لأن والده كان من كبار أصحاب الحديث، فيجوز أن يكون بَكَّر بِهِ.
وقد روى العطاردي عن أبيه، عن يونس بن بكير أوراقًا من مغازي