للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشعري، أو هو غيره؟ فمن العلماء من قال: هما واحد، ويؤيد هذا تصرف الطيالسي في "مسنده"، وأبي القاسم الطبراني في "المعجم الكبير".

* ومنهم من قال: هما اثنان وكنية الحارث الأشعري هي "أبو مالك".

* أما أبو مالك الأشعري والذي اسمه كعب بن عاصم، وقيل غير ذلك، فهذا آخر متقدم الوفاة مات في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة.

* وممن ذهب إلى ذلك ابن حبان في "ثقاته" (٣/ ٧٥ - ٧٦)، وفي "صحيحه" (ج ١٤/ رقم ٦٢٣٣).

* ويؤيد هذا كله ما أخرجه ابنُ حبان (١٢٢٢) من طريق هدبة بن خالد القيسي: حدثنا أبان بن يزيد العطار: ثنا يحيى بن أبي كثير، أن زيدًا حدثه، أن أباه حدثه، أن الحارث الأشعري حدثه -يعني أبا مالك- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا بخمس كلماتٍ. . . " الحديث.

* وجنح الحافظ ابنُ حجر إلى هذا التفريق. فقال في "الإصابة" (١/ ٢٨٨): "الحارث بن الحارث الأشعري الشامي، صحابي تفرد بالرواية عنه أبو سلام قاله الأزدي. والحارث هذا يُكنى أبا مالكٍ، وقد خلطه غيرُ واحدٍ بأبي مالك الأشعري فوهموا، فإنَّ أبا مالكٍ المشهور بكنيته المختلف في اسمه متقدِّم الوفاة على هذا، وهذا مشهور باسمه، وتأخر حتى سمع منه أبو سلام ".

* وقال أيضًا في ترجمة الحارث بن الحارث من "التهذيب" (٢/ ١٣٨): "ومما أوقع أبا نعيم في الجمع بينهما أنَّ مسلمًا وغيره أخرجوا لأبي مالك الأشعري حديث "الطهور شطر الإيمان" من رواية أبي سلام بإسناد حديث "أن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات سواء".

* وقد أخرج أبو القاسم الطبراني هذا الحديث بعينه بهذا الإسناد في ترجمة الحارث بن الحارث الأشعري في الأسماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>