للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي صالحٍ، عن أبي هُريرَة مرفُوعًا.

* أخرَجَهُ أبو داوُد (٥١٧)، وأحمدُ (٢/ ٢٣٢)، والبَيهَقِيُّ (١/ ٤٣٠).

* فأعلَّ جماعةٌ من فُحُول العُلَماء حديثَ الأعمش، عن أبي صالحٍ، بمِثل هذه الأسانيد التي وَقع فيه الواسطة بين الأعمش وأبي صالحٍ، وقالوا: إنَّ الأعمشَ لم يَسمَع هذا الحديثَ مِن أبي صالحٍ، وإنَّما دَلَّسه.

* قال الإِمام أَحمدُ: ليس لِحَديث الأعمش أصلٌ! نقله عنه أبو داود في المسائل (ص ٢٩٣).

* وقال ابنُ مَعِينٍ في التَاريخ (ق ٧٦/ ٢): قال سُفيانُ الثورِيُّ: لم يَسمَع الأعمشُ هذا الحديثَ مِن أبي صالحٍ.

* ورَوَى أبو مُوسى المَدِينيُّ في اللَّطائف (ج ٨/ ق ١٠٨/ ١) بسَنَده إلى عليِّ ابن المَدِينيِّ، قال: سمعتُ يحيى بنَ سعيدِ يقولُ: قال سُفيانُ الثورِيُّ: حديثُ الأعمش عن أبي صالحٍ: الإِمام ضامنٌ لا أُراه سَمِعَهُ من أبي صالحٍ.

* وقال ابنُ المَدِينيِّ: لم يَسمَعهُ الأعمشُ مِن أبي صالحٍ بيقينٍ! لأنَّه يقول فيه: نُبئتُ عن أبي صالح. وكذا أعلَّه البَيهقيُّ بذات العبارة.

* قلتُ: فالجوابُ الصَّحِيحُ أنَّ الأعمشَ لَمَّا رَوَى الحديث بصيغة نبِّئتُ أَردَفَها بقوله: ولا أُرَاني إلا قد سَمِعتُه منه، فهذا ترجيح منه للسَّمَاع. وقد رواه عنه، عن أبي صالحٍ: شُعبةُ بن الحَجَّاج، وهو لا يَحمِلُ عن الأعمش ما دَلَّس فيه، كما هو معلومٌ. وهذا القدرُ كافٍ في دَفعِ هذه العِلَّةِ مِن أساسِها.

* فكيف وقد ثَبَت السَّمَاع بيقينٍ!!

* فقال الطَّحَاوِيُّ في المُشكِل، بعد رواية شُجاع بن الوليد الماضيةِ: لكنَّ هُشَيمًا، وهو فَوقَهُ- أي: فوق شُجاعٍ في الضَّبط.، قد قال فيه: عن الأعمش،

<<  <  ج: ص:  >  >>