للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أبي جعفر الصيدلانيّ ومن جماعة من أصحاب فاطمة الجُوزادانية.

* إلى أن قال: وأقام بهراة ومرو مدة، وكتب الكتب الكبار بخطه، وحصل النسخ ببعضها بهمّة عالية، يجدٍّ واجتهاد وتحقيق وإتقان، كتبتُ عنه ببغداد ونيسابور ودمشق، وهو حافظ متقنٌ ثبتٌ، صدوقٌ نبيلٌ حجّةٌ عالمٌ بالحديث وأحوال الرجال، له مجموعاتٌ وتخريجاتٌ، وهو ورعٌ تقيٌّ، زاهدٌ عابدٌ محتاطٌ في أكل الحلال، مجاهدٌ في سبيل الله، ولعمري ما رأتْ عيناي مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته في طلب العلم.

* ثم قال: أخبرني أبو عبد الله بن عبد الواحد: أخبرنا أبو جعفر الصيدلاني: أخبرنا أبو عليّ الحداد -يعني حضورًا-: أخبرنا أبو نُعيم الحافظُ: حدثنا ابن خلاد: حدثنا الحارث ابن مُحَمَّد: حدثنا يزيد بن هارون: حدثنا حميد الطويل، عن أنس، أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سقط عن فرسه فَجُحِشَ شقه أو فخذه وآلى من نسائه شهرًا، فجلس في مشرُبةٍ له، درَجُها من جذوع، فأتاه أصحابه يعودونه، فصلى بهم جالسًا وهم قيامٌ، فلما سلّم، قال: "إنما جُعل الإمام ليُوتمّ به، فإذا كبّر فكبّروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلّى قائمًا فصلُّوا قيامًا، وإن صلّى قاعدًا فصلوا قُعودًا". ونزل التسع وعشرين، قالوا: يا رسول الله إنك آليتَ شهرًا، قال: "إنَّ الشهرَ تسعٌ وعشرون".

* أخبرني بهذا القاضي تقيُّ الدين سُليمان بن حمزةَ، قال: أخبرنا شيخنا الحافظُ ضياءُ الدين محمدٌ، فذكره.

* [هذه الترجمة، مأخوذةٌ من "سير النبلاء" (٢٣/ ١٢٦ - وما بعدها) للحافظ شمس الدين الذهبيّ رحمه الله تعالى.

* وانظر: ذيل الروضتين لأبي شامة ١٧٧، صلة التكملة لشرف الدين الحسيني الورقة ٣٣، تذكرة الحفاظ ٤/ ١٤٠٥ - ١٤٠٦ الترجمة ١١٢٩، تاريخ

<<  <  ج: ص:  >  >>