الهدي والرشاد" (٢/ ١٦٥) للصالحي- من طريق القاضي أبي بكر مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن الأخضر، قالا: ثنا أبو غزية مُحَمَّد بن يحيى الزهري: ثنا عبد الوهاب بن موسى الزهري: ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها-: أنَّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- نزل إلى الحجون، كئيبًا حزينًا، فأقام به ما شاء الله -عَزَّ وَجَلَّ-، ثم رجع مسرورًا، فقلتُ: يا رسول الله نزلت إلى الحجون كئيبًا حزينًا فأقام به ما شاء الله، ثم رجعت مسرورًا! قال: "سألتُ ربي -عَزَّ وَجَلَّ- فأحيا لي أمِّي فآمنت بي ثم ردَّها". وهذا حديثٌ باطلٌ. وأبو غزية متروكٌ كما قال الدارقطنيُّ، وضعَّفه الأزدي.
* قال ابنُ كثير في "البداية والنهاية" (٢/ ٢٨١): "حديثٌ منكرٌ جدًا".
* وقال الذهبيُّ في "الميزان" (٢/ ٦٨٤): ". . فإن هذا الحديث كذبٌ مخالفٌ لما صحَّ أنه -عليه السلام- استأذن ربَّه في الاستغفار لها فلم يأذن له". انتهى
*. . . . قال الصالحين: "وهذا الحديث قد حكم بوضعه الحافظُ أبو الفضل بن ناصر والجورقاني وابنُ الجوزي والذهبيُّ وأقرَّه الحافظ في "اللسان"، وحكم بوضعه جماعةٌ؛ وجعله ابن شاهين ومن تبعه ناسخًا لأحاديث النهي عن الاستغفار، وهذا غير جيد؛ لأن أحاديث النهي عن الاستغفار لهما، بعضُ طرقها صحيحٌ رواه مسلم وابنُ حبان في "صحيحيهما"، وهذا الحديث على تسليم ضعفه لا يكون ناسخًا للأحاديث الصحيحة. وقال أبو الخطاب بن دحية: الحديث في إحياء أبيه وأمِّه موضوعٌ يردُّه القرآنُ والإجماعُ. قال تعالى:{وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} وقال: {فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ} فمن مات وهو كافرٌ لم ينفعه الإيمان بعد الرجعة، بل لو آمن عند المعاينة لم ينفعه فكيف بعد الإعادة. . " انتهى