للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* و"القاري" إنما أطلقوه عليه لأنه كان يقرأ القرآن بمكة، ووصل إلى درجة عالية من الحفظ والإتقان، فاشتهر لذلك.

* وقد ولد بهراة -ولم أقف على سنة مولده- وقد يكون في حدود سنة (٩٣٠) أو بعدها بقليل، فبعد هذه السنة بنحو عشر سنوات هاجر بعض العلماء من هراة إلى مكة بعد ظهور مذهب الرافضة، وكان منهم أسرة مُلَّا عليّ القاري.

* وتتلمذ القاري لشيوخ مكة المشهورين، ومنهم ابن حجر الهيتمي الفقيه (ت ٩٧٣) ومكث في مكة مدة طويلة.

* وكان يكتب الخط الرائق البديع، وذكروا في ترجمته أنه كان يكتب في كل عام مصحفًا، وعليه نتفٌ من القراءات والتفسير فيبيعُهُ ويقتات بثمنه من العام إلى العام. وقيل: كان يكتب مصحفين.

* وكان مالكي المذهب، ثم حنفيًا، وقد عاب بعضهم عليه التعصب لا سيما ضد الشافعية، ولكني لم أر هذا واضحًا في مصنفات القاري التي اطلعتُ عليها فيحتمل أنه كان أحيانًا يصدر منه ذلك كرد فعل لبعض متعصبي الشافعية، وبين الفريقين ما يطول به المقال إلى حدِّ الإملال، والحمد لله الذي عافانا.

* وكان القاري -رحمه الله- من المكثرين من التأليف وتصانيفه تجاوزت المائة.

* قال أبو الحسنات اللكنوي: "وكلُّ مؤلفاته نفيسة في بابها، فريدة ومفيدة، بلَّغَتْهُ إلى مرتبة المجددية على رأس الألف من الهجرة".

* تُوفي -رحمه الله- في شوال سنة (١٠١٤ هـ) بمكة المشرفة، ودفن بمقبرة المعلاة وترجمته تحتمل البسط، وفيما ذكرتُه كفاية. والله الموفق.

* وقد تبين لي من خلال عملي في هذا الكتاب [الأحاديث القدسية الأربعينية] أن المصنف [ملا عليّ القاري] ليس له ذوق المحدثين، ولا نقد الحفاظ المبرزين، بل هو في هذا الباب ناقلٌ جمّاعٌ. ونظرتُ إلى بعض تصانيفه

<<  <  ج: ص:  >  >>