للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قلتُ: تفرّد ابن حزم فضعَّف عبد السلام بن حرب. وهذا من جسارته، فإنه كان هجومًا على إطلاق الضعف في عدد من الثقات العدول لأدنى غمزٍ فيهم.

* أما حال عبد السلام بن حرب، فقال أبو حاتم الرازي: "ثقةٌ، صدوقٌّ" وناهيك بمثل هذا من أبي حاتم.

* وقال الترمذيُّ: " ثقةٌ حافظٌ". وقال العجليُّ: "ثقةٌ ثبتٌ".

* وقال الدارقطني: "ثقةٌ حُجّة". وقال ابنُ معين والنسائيُّ: "ليسِ به بأس". زاد ابنُ معين: يكتبُ؛ حديثهُ. وفي "سير النبلاء" (٨/ ٣٣٦)، عن ابن معين، قال: "ثقة، والكوفيون يوثقونه". وقال يعقوب بن شيبة: "ثقة في حديثه لينٌ".

* وقال ابنُ المبارك: "قد عرفتُهُ"!! قال الحسن بنُ عيسى: "وكان ابنُ المبارك إذا قال: قد عرفته، فقد أهلكه"!!

* وقال ابنُ سعد: "كان به ضعفٌ في الحديث". وقال العجليُّ: ". . والبغداديون يستنكرون بعض حديثه، والكوفيون أعلم به".

* قلتُ: فهذا ما قيل في عبد السلام بن حرب، وجانب المعدلين أقوى بلا ريب؛ لأن الجرح مبهم غيرُ مفسر في كلام أغلبهم، ولم يأخذ عليه البغداديون شيئًا ذا بال. والكوفيون أعلم به، كما قال العجليُّ، وعبد السلام كوفيٌّ، وبلديُّ الرجل أعرفُ به.

* فالحاصل أن عبد السلام ثقة ثبت، لكنه قد يهم أحيانًا كما يهم غيرُهُ من الثقات، فلا ينبغي تعصيب الجناية به، وفي السند ما قد رأيت من العلل، بل لا يجوز إطلاق الضعف فيه كما فعل ابن حزم، سامحه الله تعالى. النافلة ج ٢/ ١٠ - ١٣

*وقد عرفنا وجه استنكار من استنكر عليه بعض حديثه. ففي "سير النبلاء" (٨/ ٣٣٦) للذهبيّ: "قال عليّ بنّ المديني: وقد كنت أستنكرُ بعضَ حديثِه، حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>