للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤- تبين مما تقدم أن القضاء على التبني ليس معناه القضاء على المعاني الإنسانية والحقوق الإسلامية من الإخاه والوداد والصلات والإحسان وكل ما يتصل بمعاني الأمور ويوحي بفعل المعروف.

أ) فللإنسان أن ينادى من هو أصغر بقول يا بني على سبيل التلطف معه، والعطف عليه وإشعاره بالحنان ليأنس به ويسمع نصحيته أو يقضي له حاجته، وله أن يدعو من هو أكبر منه سنا بقوله يا أبي تكريما له واستعطافا لينال بره ونصحه وليكون عونا له وليسود الأدب في المجتمع وتقوي الروابط بين أفراده وليحس الجميع بالأخوة الصادقة في الدين.

ب) لقد حثت الشريعة على التعاون على البر والتقوى وندبت الناس جميعاً إلى الوداد والإحسان قال الله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " وقال، - صلى الله عليه وسلم -، {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر} رواه أحمد ومسلم وقال {المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا} رواه البخاري ومسلم الترمذي والنسائي، ومن ذلك - تولى اليتامي والمساكين والعجزة عن المكسب لا يعرف لهم آباء بالقيام عليهم وتربيتهم والإحسان إليهم حتى لا يكون في المجتمع بائس ولا مهمل خشية أن تصاب الأمة بغائلة سوء تربيته أو تمرده لما أحس به من قسوة المجتمع عليه وإهماله، وعلى الحكومات الإسلامية إنشاء دور للعجزة واليتامي واللقطاء ومن لا عائل له ومن حكمهم فإن لم يفت بيت المال بحاجةن أولئك استعانت بالموسرين من الأمة قال، - صلى الله عليه وسلم -، {أيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، وإن ترك ديناً أو ضياعاً فليأتني فأنا مولاه} رواه البخاري. وعلى هذا حصل التوقيع وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة

* * * *

<<  <  ج: ص:  >  >>