للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسناد:

هذا حديث صحيِح متَّفَقٌ عليه، خرّجه الأيِمّة مسلم (١) والبخاريّ (٢)، وخرَّجَهُ ابن أبي شَيْبَة في "مُصَنَّفِهِ" (٣) قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أنا (٤) محمّد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -:"من أحبَّ لقاءَ اللهِ، أحبَّ اللهُ لقاءَهُ، ومن كرِهَ لقاءَ اللهِ، كرِهَ اللهُ لقاءَهُ"، قيل: يا رسول الله، ما مِنَّا أَحَدٌ إلّا وهو يَكرَهُ الموتَ، فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "إذا كان كذلك كشفَ لَهُ، فيرى ما يسير إليه، فحينئذٍ يحبّ اللِّقاء أو يكره اللِّقاء".

ذكر الفوائد المنثورة في هذا الحديث:

الفائدةُ الأولى (٥):

قال أبو عُبَيد (٦) في معنى هذا الحديث: ليس وَجهُهُ عندي أنّ يكون الإنسان يكرهُ الموتَ وشدَّته، فإن هذا لا يكاد يَخْلُو منه لا نبيُّ ولا وليٌّ (٧)، ولكن المكروه من ذلك إيثارُ الدّنيا والرُّكون إليها، وكراهية أنّ يصيرَ إلى الله والدّار الآخرة، ويُؤثِرُ المقام في الدُّنيا.

قال (٨): وممّا يُبيِّن لك هذا؛ قوله تعالى إذ عاتب قومًا يحبّون الحياة الدّنيا وزِينَتَها، فقال عزّ من قائل: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا} الآية (٩)، وقال في اليهود: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} الآية (١٠)، وقال: {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا} (١١) يعني الموت.


(١) في صحيحه (٢٦٨٥).
(٢) في صحيحه (٧٥٠٤) من طريق مالك.
(٣) لم نجده في المصنف، ورواه ابن عبد البرّ في الاستذكار: ٨/ ٣٦٢ - ٣٦٣ من طريق ابن أبي شيبة.
(٤) جـ: " أخبرنا".
(٥) حتّى آخر الفقرة الثّانية مقتبس من الاستذكار: ٨/ ٣٦٢.
(٦) في غريب الحديث: ٢/ ٢٠٢ - ٢٠٤.
(٧) في الاستذكار: "لا يكاد يخلو منه أحد نبيّ ولا غيره" وفي غريب الحديث: "لأنّه بلغنا عن غير واحد من الأنبياء عليهم السّلام أنّه كرهه حين نزل به وكذلك كثير من الصالحين".
(٨) الكلام موصول لأبي عبيد.
(٩) يونس:٧.
(١٠) البقرة: ٩٦.
(١١) الجمعة:٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>