للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وابن الجوزي عليه مؤاخذات منها]:

*الأول: وضع في كتابيه [يعني: "الموضوعات، الواهيات"] جملةً وافرةً من الأحاديث الصحيحة والحسان تعسفًا، حتى بلغت به الحال أن أورد في "الموضوعات" حديثًا من "صحيح مسلم" (٤/ ٢١٩٣)، وهو: حديث أبي هريرة -رَضِيَ الله عَنْهُ- مرفوعًا: "إن طالت بك مدة أوشكت أن ترى قومًا يغدون في سخط الله، ويروحون في لعنته، في أيديهم مثل أذناب البقر. . " وأخرجه أحمد وغيره. . قال الحافظ في "القول المسدد" (ص ٣١): ولم أقف في كتاب "الموضوعات" لابن الجوزي على شيء حكم عليه بالوضع وهو في أحد "الصحيحين" غير هذا الحديث، وإنها لغفلة شديدة!!.

* الثاني: هذه العجلة تجلت في كلامه عن الرواة، فكان متعنتًا جدًا في الجرح لأدق الأسباب، وهذا لا يستقيمُ لمن يطلب الإنصاف. .

* وفي "تدريب الراوي" (١/ ٢٧٨ - ٢٧٩): "قال أحمد بن أبي المجد: صنّف ابنُ الجوزي كتاب "الموضوعات" فأصاب في ذكره أحاديث شنيعة مخالفة للنقل والعقل، وما لم يُصب فيه: إطلاقه الوضع على أحاديث بكلام بعض الناس في أحد رواتها، كقوله: "فلانٌ ضعيفٌ"، أو "ليس بالقوي"، أو "لينٌ"، وليس ذلك الحديث مما يشهد القلب ببطلانه، ولا فيه مخالفةٌ، ولا معارضةٌ لكتابٍ ولا سنةٍ، ولا إجماعٍ، ولا حجة بأنه موضوع سوى كلام ذلك الرجل في راويه، وهذا عدوانٌ ومجازفةٌ".

* في ترجمة "أبان بن يزيد العطار" في "الميزان" (١/ ١٦) قال الذهبيّ:

* "وقد أورده العلامة أبو الفرج ابنُ الجوزي في "الضعفاء" ولم يذكر فيه أقوال من وثّقه. وهذا من عيوب كتابه، يسرد الجرح، ويسكت عن التوثيق" اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>