للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منكرًا من وجهة نظره بحث في التراجم فإن وجد هذا الاسم مشتركًا بين جماعةٍ فربما اختار أضْعفهم، وألصق به عهدة الحديث. جُنَّةُ المُرتَاب/ ٤٧٨ - ٤٧٩

[حديث ابن وهب، عن عبد الله بن عياش، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عَمرو، مرفوعًا: من كتم علمًا، ألجمه الله بلجامٍ من نارٍ يوم القيامة]

* قال ابن الجوزي: في إسناده عبد الله بن وهب الفسويُّ، قال ابن حبان: دجّالٌ يضعُ الحديث. اهـ.

* قلتُ: أما ابن الجوزيّ رحمه الله فأخطأ عندما قال: إنَّ ابن وهب هو الفسوي، ويقال: النسوي بالنون. وليس هو، بل هو عبد الله بن وهب الإِمام المصريُّ المعروف، فهو يروي عن مالك وطبقته.

* وفي ترجمة عبد الله بن عياش، ذكروا في الرواة عنه: "ابنَ وهب"، ولو كان هو "الفسوي" لعرَّفوه حتى لا يختلط بالمصري كما هي عادتُهم، وحيث أهملوا نَسَبَه، فإن ذلك يحمل على المشهور، وإليه الإشارةُ في قول الحاكم: "من حديث المصريين".

* والغريب أنَّ ابنَ الجوزيّ روى الحديث من طريق أصبغ بن الفرج وابن عبد الحكم، وكلاهما من أصحاب ابن وهب الإِمام، لا سيما ابن عبد الحكم، فهو مصريٌّ، وهذا من عيوب مؤلفات ابنُ الجوزي، فإنه كان يؤلفها ولا يعتبرها، ثم هو مكثرٌ، فوقعت منه أوهامٌ كثيرة. . .

* قلتُ: وترى في هذا الكتاب [يعني التسلية] شيئًا ذا بالٍ من ذلك، فالله تعالى يسامحنا وإياه.

* وبعد كتابة ما تقدم بنحو خمس سنواتٍ وقفتُ على كلامٍ مماثل للشيخ الإِمام شيخ الإِسلام ابن القيم رحمه الله تعالى فقال في "تهذيب سنن أبي داود" (٢/ ٢٥٢):

<<  <  ج: ص:  >  >>