للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى السماء، فنزلت: {الَّذِينَ هُمْ في صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}. زاد الحاكم: "فطاطأ رأسه". قال الحاكم: "هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين، لولا خلافٌ فيه على محمَّد، فقد قيل: عنه مرسلًا. ولم يخرجاه".

* وأخرجه البيهقيُّ (٢/ ٢٨٣) من طريق محمَّد بن يونس: ثنا سعيد بن أوس أبو زيد الأنصاري، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مثله.

* قال البهيقيُّ: "الصحيح هو المرسل".

* وكذلك قال الذهبيُّ في تلخيص المستدرك.

* أما ابنُ التركماني، فتعقب البيهقيّ في "الجوهر النقي" (٢/ ٢٨٣ - ٢٨٤)، فقال: "قلتُ: ابنُ أوس ثقةٌ، وقد زاد الرفع، وقد شهد له رواية ابن علية لهذا الحديث موصولًا عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة كما ذكره البيهقيُّ". انتهى.]

* قلتُ: وهذا التعقب من ابن التركماني -رحمه الله- فيه نظر من وجهين.

* الوجه الأول: قوله: "ابن أوس ثقة". فأقول قد وثقه أكثرُ النقاد، ولكن ذكره ابنُ حبان في "المجروحين" (١/ ٣٢٤ - ٣٢٥)، وقال: "من أهل البصرة، يروي عن ابن عون ما ليس من حديثه، وروى عنه البصريون. لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به من الأخبار ولا الاعتبار إلا بما وافق الثقات في الآثار".

* ثم روى له ابنُ حبان حديثًا، من طريق القاسم بن عيسى الحضرمي: حدثنا سعيد بن أوس، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا: "يا بلال! أسفر بالصبح فإنه أعظم للأجر" (١).


(١) وتكملة كلام ابن حبان في نقده لهذا الحديث: قال: وليس هو من حديث ابن عون، ولا ابن سيرين، ولا أبى هريرة، وإنما هذا المتن من حديث رافع بن خديج، وهذا مما لا يشك عوام أصحابنا أنه مقلوب، أو معمول. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>