سنِّ متقدمة، لا سيما مع وجود الكبار من الصحابة، فلقاؤه لعثمان ثابتٌ لا ريب فيه.
* ولذلك قال الذهبيُّ في "معرفة القراء الكبار"(١/ ٥٤) بعد ذكر قول شعبة: "لم يتابع شعبة على هذا" كذا قال! وقد تابعه يحيى بن معين في رواية ابن أبي داود عنه، كما قال الحافظ في "الفتح"(٩/ ٧٥).
* وقال ابنُ حبان في "الثقات"(٩/ ٥): "وزعم شعبةُ أنَّ أبا عبد الرحمن السلميَّ لم يسمع من عثمان، ولا من عبد الله، وسمع عليًا" اهـ. فكأنه ينكر عليه.
* [حاشية في الأصل، هكذا: ونقول هنا ما قاله الذهبيُّ في "الميزان" (٤/ ٢٩٦ (تعليقًا على تضعيف شعبة لهشام بن حسّان، قال:"هذا قول مطروحٌ، وليس شعبة بمعصوم من الخطأ في اجتهاده, وهذه زلةٌ من عالم" اهـ.]
* أمَّا قولُ شعبة:"لم يسمع أبو عبد الرحمن من ابن مسعود" فأبعدُ وأبعدُ. ولقاؤه بابن مسعود لا يشك فيه أحدٌ، كيف وقد أخذ عليه القرآن؟!
* ومما يدلُّ على ذلك: ما أخرجه ابنُ سعدٍ (٦/ ١٧٤) من طريق عبد السلام ابن حرب، عن عطاء بن السائب، قال: دخلتُ على أبي عبد الرحمن السلميِّ وقد كوي غلامًا له، قال: قلت: تكوي غلامك؟ قال: وما يمنعني، وقد سمعتُ عبد الله -يعني ابن مسعود- يقول:"إن الله لم ينزل داءً، إلا أنزل له شفاء".
* وأخرجه أحمد (١/ ٣٧٧)، والحميديُّ (٩٠)، وابنُ حبان (١٣٩٤) من طريقين عن عطاء بن السائب، به لكنهم رفعوه. وهذا سندٌ صحيحٌ حجّةٌ في إثبات السماع، وممن رواه عن عطاء بن السائب: سفيان بن عيينة، وقد سمع منه قبل اختلاطه. ورواه الثوريُّ عن عطاء مثله. أخرجه ابن أبي شيبة (٧/ ٣٦١). والثوري من قدماء أصحاب عطاء، إلا أنه رواه بالعنعنة.