للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* لذلك قال البخاريُّ في التاريخ الكبير (٣/ ١/ ٧٣)، وفي الصغير (١/ ٢٠١): سمع عليًا، وعثمان، وابن مسعود, والبخاريُّ حجَّةٌ في هذا الباب والله أعلم.

* وقد استدلَّ من استدلَّ بأنه لم يسمع عن عثمان يإسناد رواه: سعيد بن سالم، عن محمَّد بن أبان، عن علقمة بن مرثدٍ, عن أبي عبد الرحمن السلميّ، عن أبان ابن عثمان، عن عثمان, مرفوعًا فذكره. قال: فهذا يدلُّ على أنه لم يسمعه من عثمان، بل من ابنه.

* ولكن قال الدارقطنيُّ في "العلل" (ج ١/ ق ٧٩/ ٢) أن سعيد بنَ سالم القداح وهم في ذكره "أبان" في إسناده.

* وكذلك ضعفه الحافظ في "الفتح" فقال (٩/ ٧٥): فإن كان محفوظًا، احتمل أن يكون السلميُّ أخذه عن أبان بن عثمان، عن عثمان، ثم لقي عثمان فأخذه عنه، و"تُعُقِّب بأنا أبا عبد الرحمن أكبرُ من أبان، وأبان اختلف في سماعه من أبيه أشدّ مما اختلف في سماع أبي عبد الرحمن من عثمان، فبعد هذا الاحتمال.

* ثم قال الحافظ (٩/ ٧٦): "لكن ظهر لي أنَّ البخاريَّ اعتمد في وصله، وفي تخريج لقاء أبي عبد الرحمن لعثمان على ما وقع في رواية شعبة، عن مسعد بن عبيدة من الزيادة وهي: أن أبا عبد الرحمن أقرأ من زمن عثمان إلى زمن الحجاج.

وأنَّ الذي حمله على ذلك هو الحديث المذكور، فدلَّ على أنه سمعه في ذلك الزمان، وإذ سمعه في ذلك الزمان، ولم يوصف بتدليس، اقتضى ذلك سماعه ممن عنعن عنه، وهو عثمان -رَضِيَ الله عَنْهُ-، ولا سيما مع ما اشتهر بين القراء أنه قرأ القرآن على عثمان، وأسندوا ذلك عنه من رواية عاصم ابن أبي النجود وغيره, فكان هذا أولى من قول من قال: إنه لم يسع منه" اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>