للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي جمعتهم فيه وعدّتهم نحو مائة وخمسين. ولم أكثر من سماع الرواية لاشتغالي بما هو أهمُّ؛ وهو قراءة الدّراية" اهـ.

* قُلتُ: والسيوطي يشير في آخر كلامه إلى ما ادعاه من الاجتهاد، فقامت عليه القيامة، وقد صرح في عدة تآليف له بأنه المجدد على رأس المائة التاسعة، فقال: قد أقامنا الله في منصب الاجتهاد لنبين للناس ما ادعى إليه اجتهادنا تجديدًا للدين.

* وقال في موضع آخر: ما جاء بعد السبكي مثلي، الناس يدعون اجتهادًا واحدًا وأنا أدعي ثلاثًا.

* فلما ادَّعى ذلك كتبوا له سؤالًا فيه مسائل أطلق الأصحاب فيها وجهين وطلبوا منه إن كان عنده أدنى مراتب الاجتهاد وهو اجتهاد الفتوى فليتكلم على الراجح من هذه الأوجه ويذكر الأدلة على طريقة المجتهدين فاعتذر عن ذلك ورد السؤال، وقال: إن له أشغالًا تمنع من النظر في ذلك.

* وكان السيوطي إذا ضُيِّق عليه، وطُلب منه المناظرة، قال: أنا لا أناظر إلا من هو مجتهد مثلي، وليس في العصر مجتهد إلا أنا!

* وقد نكّت عليه أبو العباس الرملي فقال: إنه وقف على ثمانية عشر سؤالًا فقهيَّا سئل عنه الجلال السيوطي من مسائل الخلاف المنقولة فأجاب عن نحو شطرها من كلام قوم متأخرين كالزركشي واعتذر عن الباقي بأن الترجيح لا يقدم عليه إلا جاهل أو فاسق!.

* قال الشمس الرملي -وهو ولد أبي العباس- فتأملت فإذا أكثرها من المنقول المفروغ منه فقلت: سبحان الله! رجل ادعى الاجتهاد وخفي عليه ذلك، فأجبت عن ثلاثة عشر منها في مجلس واحد بكلام متين وبت على عزم إكمالها فضعفت تلك الليلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>