للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وغمط السيوطي- في غمرة دفاعه عن لقبه- حق كثير من العلماء الأكابر فقال في "مسالك الحنفا" معرضًا بالسخاوي: "إني بحمد الله قد اجتمع عندي الحديث والفقه والأصول وسائر الآلات من العربية والمعاني والبيان وغير ذلك فأنا أعرف كيف أتكلم، وكيف أكون، وكيف أستدلُ، وكيف أرجح؟! أما أنت يا أخي -وفقني الله وإياك- فلا يصلح لك ذلك, لأنك لا تدرى الفقه ولا الأصول ولا شيئًا من الآلات، والكلام في الحديث والاستدلال به ليس بالهين ولا يحل الإقدام على التكلم فيه إلا لمن جمع هذه العلوم فاقتصر على ما آتاك الله، وهو أنك إذا سئلت عن حديث، تقول: ورد أولم يرد، وصححه الحفاظ أو حسنوه أو ضعفوه، لا يحل لك الإفتاء سوى هذا القدر، وخلِّ ما عدا ذلك لأهله".

* كذا قال!! ولا ريب أن السيوطي صاحب فنون، وظاهر من تصانيفه أنه كان دؤوبًا في تحصيل العلم على اختلاف أنواعه ومراتبه وقد قيل: إنه أخذ جلها من كتب من سبقوه، حتى إنه لينقل عن الناس جلَّ ما يكتب ولا تكاد ترى له تعليقًا على ما ينقل، فنقول: لو لم يكن في ذلك سوى فهمه لما نقل لكان أمرًا عظيمًا.

* ولو أن السيوطي ترك غيره يصفه بالاجتهاد لكان سائغًا أما أن يدعيه لنفسه فهذا غير سائغ عند أصحاب الاجتهاد من باب التواضع لله، وترك الاستعلاء على الخلق، وإذانظرت إلى الكتب التي ألفها السيوطي في الرد على مخالفيه لرأيت فيها من الإيذاء والعدوان شيئًا مؤلمًا فالله المستعان.

* وأما مؤلفات السيوطي فإنها كثيرة جدًا، وقد نشر الأستاذ أحمد الخازندار والأخ محمَّد بن إبراهيم الشيباني كتابًا في مؤلفات السيوطي بلغ عددها (٩٨١) كتابًا ورسالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>