والعلل والمتون، فقهيًا أصوليًا، متكلمًا أدبيًا شاعرًا، لم يخلف بعده في الحديث مثله.
* وكان متقنًا في كل باب؛ يحفظ تراجم أهل العصر ومن قبلهم، وكان له ذوق في الأدب، وحسن النظم، مع الكرم وطلاقة الوجه.
* وقد آتاه الله تعالى الذكاء النادر، والعقل الراجح، والفهم الدقيق، والصبر على التنقيح، مع البيان السهل القريب، فأمكنه الغوص في جملة من العلوم، وضرب منها بأوفر سهم، وألف التآليف الكثيرة الفريدة.
* ولما كان العلائي بهذه المنزلة الفريدة في الفنون، كان جديرًا بأن يتصدر لإفادة الطلبة. فقد ولي تدريس الحديث بالناصرية سنة ثمان عشرة وسبعمائة، ثمَّ درس بالمدرسة الأسدية سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، ثمَّ درس في حلقة صاحب حمص، وهي دار الحديث الحمصية سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، نزل له عنها شيخه الحافظ أبو الحجاج المزيُّ.
* قال الذهبيُّ في "العبر": في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ومنها في المحرم درس العلائي بحلقة صاحب حمص بحضرة القضاة، فأورد درسًا باهرًا نحو ستمائة سطر.
* وقال ابن كثير في "تاريخه": في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وفي يوم الأربعاء ثاني المحرم درس بحلقة صاحب حمص الشيخ الحافظ صلاح الدين العلائي، نزل عنها شيخنا الحافظ المزي، وحضر عنده الفقهاء والقضاة والأعيان، وذكر درسًا حسنًا مفيدًا.
* ثم انتقل العلائي إلى القدس مقيمًا فيها يدرس، ويفتي، ويحدث، ويصنف، وولي التدريس في المدرسة الصلاحية بالقدس سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، ثم أضيف إليه درس الحديث بالتنكزية، وبقي مدرسًا فيها إلى أن