* قال الحافظ يردُّ على مُغُلْطاي:"وقد تعصب مغلطاي للواقديّ فنقل كلام من قوّاه ووثّقه، وسكت عن ذكر من وهّاه واتهمه، وهم أكثر عددًا وأشدُّ إتقانًا، وأقوى معرفةً به من الأولين. ومن جملة ما قواه به: أن الشافعيَّ روى عنه. وقد أسند البيهقيُّ عن الشافعيّ أنه كذَّبه. ولا يقال: فكيف روى عنه؛ لأنا نقولُ: رواية العدل ليست بمجردها توثيقًا، فقد روى أبو حنيفة عن جابر الجعفي، وثبت عنه أنه قال: ما رأيتُ أكذبَ منه" اهـ.
* قلتُ: ومع وضوح كلام الحافظ، وقوته، فقد ردَّ عليه التهانوي -الحنفي- في "قواعده"(٣٤٧ - ٣٥٠)، فقال:"هذا, ولم يتعصب مغلطاي للواقديّ، بل استعمل الإنصاف!!، فإن الصحيح في أمر الواقدي التوثيق!!.
* قال الشيخ تقي الدين ابنُ دقيق العيد في "الإِمام": جمع شيخُنا أبو الفتح الحافظ في أول كتابه: "المغازي والسير" أقوال من ضعّفه، ومن وثّقه، ورجح توثيقه، وذكر الأجوبة عما قيل. وهذا يردُّ على النووي، والذهبىّ قولهما: الواقدىّ ضعيفٌ باتفاقهم، أو استقر الإجماع على وهنه. وأين الإجماع من الاختلاف في ترجيح توثيقه وتضعيفه؟! اهـ.
* وقال ابنُ الهُمام -وهو من أكابر محققي الأحناف-: "الواقديُّ حسنُ الحديث عندنا".
* قلت: وهو ذهولٌ من هؤلاء الفضلاء عن القاعدة المقررة عند العلماء، وهي أن الجرح مقدم على التعديل إن كان مفسرًا.
* وجرح الوقدىّ مُفسرٌ وظاهرٌ، فقد كذَّبه: أحمد بن حنبل والشافعيّ والنسائيّ وابنُ المدينىّ وأبو داود ومحمد بن بشار. واتهمه: أبو حاتم وابن راهويه بالوضع وكذا الساجي. وتركه: أحمد وابنُ المبارك وابنُ نمير وإسماعيل بن