زكريا والبخاريّ وأبو زرعة والعقيليّ والدُّولابي وغيرهم.
* وهذا هو الذي حدا بالنووي أن يقول:"الواقديُّ ضعيف باتفاقهم".
والمقصود من عبارته باتفاق النقاد العارفين, لأن الذين وثّقوه لا يرقون في النقد إلى مستوى الجارحين.
* فمن قيل فيه هذا، كيف يقال: الراجح فيه التوثيق؟!! أو: هو حسن الحديث عندنا!!. وهل هذا إلا قلبٌ للأصول؟!.
* وقد قال الكوثريُّ -وهو حنفيٍّ جلدٌ- في "مقالاته"(٤١ - ٤٤) بعد ذكر حديث: "اتقوا خضراء الدِّمن. . "، قال:"انفرد به من كذَّبه جمهرة أئمة النقد بخطِّ عريض. فقال النسائيُّ: الكذَّأبون المعروفون بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعةٌ: الواقديُّ بالمدينة. . . وقال البخاريُّ: قال أحمد: كذّابٌ. . ثم قال: وجرح هؤلاء مفسرٌ، لا يحتمل أن يُحمل التكذيب في كلامهم على ما يحتمل الوهم كما ترى، وإنما مدار الحكم على الخبر بالوضع أو الضعف الشديد من حيث الصناعة الحديثية هو انفراد الكذّاب، أو المتهم بالكذب، أو الفاحش الخطأ، لا النظر إلى ما في نفس الأمر لأنه غيبٌ، فالعمدة في هذا الباب هي علم أحوال الرجال. واحتمال أن يصدق الكذَّاب في هذه الرواية مثلًا، احتمالٌ لم ينشأ من دليل، فيكون وهمًا منبوذًا. . " اهـ.
* قلتُ: وهذا تحقيقٌ حسنٌ، ولكن الكوثري لم يثبت عليه.
* فقد رأيتُهُ وثّق الواقديّ في تعليقه على كتاب "شروط الأئمة"(ص ٣٧)!! وكان الكوثريُّ مشهورًا بذلك.