[الواقدي يحتاج إليه في المغازي والسير وأيام الناس]
* قال الذهبيُّ في "السير"(٩/ ٤٦٩): "وقد تقرر أن الواقديَّ ضعيفٌ يُحتاج إليه في الغزوات والتاريخ ونوردُ أثاره من غير احتجاج، أمَّا في الفرائض فلا ينبغي أن يُذكرَ. فهذه الكتب الستة، ومسندُ أحمد، وعامةُ من جمع في الأحكام، نراهم يترخصون في إخراج أحاديث أناس ضعفاء، بل ومتروكين، ومع هذا فلا يخرِّجون لمحمد بن عمر شيئًا. مع أن وزنه عنديِ أنه مع ضعفه يكتب حديثه ويروى, لأني لا أتهمه بالوضع.
وقول من أهدره فيه مجازفة من بعض الوجوه، كما أنه لا عبره بتوثيق من وثّقه، كيزيد، وأبي عبيد، والصاغاني، والحربي، ومعن، وتَمام عشرة محدثين، إذ قد انعقد الإجماع اليوم على أنه ليس بحجةٍ، وأن حديثه في عداد الواهي رحمه الله" اهـ.
* قلتُ: وقولُ الذهبيّ رحمه الله: ". . مع ضعفه يكتب حديثه ويروى. . الخ" فيه نظر، ولعل الدافع إلى هذا القول هو أن الواقديَّ كان واسع العلم في المغازي كما صرّح الذهبيّ في مطلع كلامه، فيحتاجُ إليه. ولكن كلام أئمة النقد لا يُساعد عليه. ثم كيف يكتب حديث الواقدي مع ضعفه الشديد؟!
* والحاصل أنه لا يحتج به إذا انفرد، ولا يصلح أيضًا في الشواهد، ولا المتابعات. فعلى أي أساس يُكتب حديثه؟! إلا أن يقال: يكتب حديثه على سبيل التعجب!!.
* وزعم الشيخ عبد الغني عبد الخالق في تعليقه على "مناقب الشافعي" لابن أبي حاتم (٢/ ٢٢٠): "أنَّ الإجماع استقر على وهن الواقدي كما قال الذهبيُّ، ولكن في غير السير والمغازي، فهو فيها ثقةٌ بالإجماع"!! ولا أدري ما مستنده في دعواه؟ ولم أقف على كلام لأحد الأئمة أطلق فيه دعوى الإجماع.