* بقية بن الوليد، كان يدلس تدليس التسوية، وهو ما يسمى عند القدماء بتدليس التجويد فنحتاج أن يصرح في كل طبقات السند، وكنت أعتقد قديمًا أنه يدلسُ تدليس الإسناد، كالأعمش، وابن جريج، وغيرهما.
* وقال لي شيخنا أبوعبد الرحمن الألباني [رحمه الله]: إنه يقع لي أن تدليس بقية هو من التدليس المعتاد. ولكن ثبت أن بقيَّة كان يدلس تدليس التسوية:
فقال ابن أبي حاتم في "العلل"(١٩٥٧): "سمعت أبي، وذُكرَ الحديثُ الذي رواه إسحاق ابن راهويه، عن بقية، قال: حدثني ابن وهب الأسديُّ، قال: حدثنا نافع، عن ابن عمر، قال: لا تحمدوا إِسْلامَ امْرئ حتى تعرفوا عُقْدَةَ رأيه.
قال أبي: هذا الحديث له علَّة قلَّ من يفهمُها. روى هذا الحديثَ عبيدُ الله ابن عمرو، عن إسحاقَ بن أبي فَرْوَةَ، عن نافعٍ، عن ابن عُمَرَ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وعبيد الله بن عمرو وكنيتُهُ أبو وهبٍ وهو أسديٌّ.
فكأن بقية بن الوليد كنى عبيد الله بن عمرو، ونسبه إلى أسدٍ لكيلا يُفْطَنَ به حتى إذا ترك إسحاق بن أبي فروة من الوسط لا يُهْتَدى له، وكان بقية من أفعل الناس لهذا. وأمَّا ما قال إسحاقُ في روايته، عن بقية، عن أبي وهب، حدثنا: نافعٌ فهو وهمٌ غير أن وجهه عندي أنَّ إسحاق لعله حفِظَ عن بقية هذا الحديث ولما يفطن لما عمل بقيةُ من تركه إسحاق من الوَسَط وتكنيته عبيدَ الله بن عمرو فلم يفتقد لفظة بقية في قوله: حدثنا نافعٌ أو عن نافع". اهـ.
* قُلْتُ: فقول أبي حاتم: "حتى إذا ترك إسحاق عن الوسط لا يهتدى إليه" فهذه هي صورة تدليس التسوية، ثم وصفه بأنه كان "من أفعل الناس لهذا".
* ويرى ابن حبان في "المجروحين" أن بقية ابتُلي بتلاميذ سوءٍ كانوا يسوون حديثه، وهذا لا يمنع أنه كان يفعلُهُ، وهذا يعني أنه صار معروفًا به. التسلية/