للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول: بطلان هذه الدعوى من أصلها, لأن شيوخ أبي عون ليسوا جميعًا، من كبار التابعين حتى يلحق بهم الحارث هذا، فإنَّ من شيوخه أبا الزبير المكي وقد مات سنة (١٢٦)؛ ولذلك جعله الحافظ من الطبقة الرابعة. وهم الذين جُل روايتهم عن كبار التابعين.

ومن شيوخه والده عبيد الله بن سعيد، ولا تعرف له وفاة، لكن ذكره ابن حبان في "أتباع التابعين" وقال: يروي المقاطيع. قال الحافظ: فعلى هذا فحديثه عن المغيرة مرسل. يعني منقطع. ولذلك جعله في "التقريب" من الطبقة السادسة، وهم من صغار التابعين الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة كابن جريج.

إذا عرفت هذا فادعاء أن الحارث بن عَمرو من كبار التاربعين افتئات على العلم، وتخرص لا يصدر من مخلص، والصواب أن يذكر ذلك على طريق الاحتمال، فيقال: يحتمل أنه من كبار التابعين، كما يحتمل أنه من صغارهم.

فإن قيل: فأيهما الأرجح لديك؟ قلت: إذا كان لا بد من اتباع أهل الاختصاص في هذا العلم وترك الاجتهاد فيما لا سبيل لأحد اليوم إليه، فهو أنه من صغار التابعين، فقد أورده الإِمام البخاري في "التاريخ الصغير" في فصل "من مات ما بين المائة إلى العشر" (ص ١٢٦ - هند) وأشار إلى حديثه هذا، وقال: "ولا يعرف الحارث إلا بهذا ولا يصح".

ولذلك جعله الحافظ في "التقريب" من الطبقة السادسة التي لم يثبت لأصحابها لقاء أحد من الصحابة، فقال: "مجهول، من السادسة".

فإن قيل: ينافي هذا ما ذكره الكوثري (ص ٦٢)، أن لفظ شعبة في رواية عليّ بن الجعد، قال: سمعت الحارث بن عَمرو بن أخي المغيرة بن شعبة، يحدث: عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن معاذ بن جبل. كما أخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه، ومثله في جامع بيان العلم لابن عبد البَرَّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>