الذهبيّ إلى جهالته بقوله في "الميزان": "ما روى عنه سوى سليط بن عبد الله الطهوي". وصرح بذلك الحافظ في "التقريب": "مجهول من الثالثة". ومن ذلك أيضًا: زريق بن سعيد بن عبد الرحمن المدني أشار الذهبيّ إلى جهالته، وقال الحافظ:"مجهول".
والأمثلة على ذلك تكثر، وفيما ذكرنا كفاية، فأنت ترى أنَّ هؤلاء قد عرف اسم جد كل منهم، ومع ذلك حكموا عليهم بالجهالة.
الثالث: قوله: "شعبة يقول عنه: إنه ابن أخي المغيرة بن شعبة"، فأقول: ليس هذا من قول شعبة، وإنما هو من قول أبي العون كما مر في إسناد الحديث، وشعبة إنما هو راوٍ عنه، وهو في هذه الحالة لا ينسب إلى قول ما جاء في روايته، حتى ولو صحت عنده لأنه قد يقول بخلاف ذلك.
ولذلك جاء في علم المصطلح، "وعمل العالم وفتياه على وفق حديث رواه ليس حكمًا بصحته، ولا مخالفته قدح في صحته ولا في رواته"، وكذا في "تقريب النووي"(ص ٢٠٩ بشرح التدريب).
وكأن الكوثري تعمد هذا التحريف ونسبة هذا القول لشعبة -وليس له- ليُقَوِّي به دعوى كون الحارث بن عمرو هو ابن أخي المغيرة, لأن أبا العون واسمه محمَّد بن عبيد الله الثقفي الأعور وإن كان ثقة، فإنه لا يزيد على كونه راويًا من رواة الحديث، وأما شعبة فإمام نقاد.
على أننا لو سلمنا بأنه من قوله فذلك مما لا يفيد الكوثري شيئًا من رفع الجهالة كما سبق بيانه.
[الحارث بن عَمرو من طبقة صغار التابعين]
٢ - قوله:"ولا مجهول الوصف من حيث أنه من كبار التابعين في طبقة شيوخ أبي عون. . ". فأقول: الجواب من وجهين: