والحارث هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" وإن جهّله العقيلي وابن الجارود وأبو العرب. وقد روى هذا الحديث عن أبي عون عن الحارث أبو إسحاق الشيباني وشعبة بن الحجاج المعروف بالتشدد في الرواية والمعترف له بزوال الجهالة وصفًا عن رجال يكونون في سند روايته.
* قلت [والقائل هو الألبانيّ]:
وفي هذا الكلام من الأخطاء المخالفة لما عليه علماء هذا الحديث، ومن المغالطات والدعاوى الباطلة ما لا يعرفه إلا من كان متمكنًا في هذا العلم الشريف، وبيانًا لذلك أقول:
١ - قوله:"ليس هو مجهول العين بالنظر إلى أن شعبة يقول عنه: ابن أخي المغيرة". فأقول: بل هو مجهول، وتوضيحه من ثلاثة أوجه:
الأول: أن أحدًا من علماء الحديث -فيما علمتُ- لم يقل أن الرواي المجهول إذا عرف اسم جده بله اسم أخي جده خرج بذلك عن جهالة العين إلى جهالة الحال أو الوصف. فهي مجرد دعوى من هذا الجامد في الفقه، والمجتهد في الحديث دون مراعاة منه لقواعد الأئمة، وأقوالهم الصريحة في خلاف ما يذهب إليه!
فإنهم أطلقوا القول في ذلك، قال الخطيب:"المجهول عند أهل الحديث من لم يعرفه العلماء ولا يعرف حديثه إلا من جهة واحد. . ".
الثاني: أنه خلاف ما جرى عليه أئمة الجرح والتعديل في تراجم المجهولين عينًا، فقد عرفت مما سبق ذكره في ترجمة الحارث هذا أنه مجهول عند الحافظين الذهبيّ والعسقلاني وكفى بهما حجة لا سيما وهما مسبوقون إلى ذلك من ابن حزم وغيره ممن ذكرهم الكوثري نفسه كما رأيتَ.
ومن الأمثلة الأخرى على ذلك: ذُهيل بن عوف بن شماخ التميمي أشار