وراجع له شرحه "التقريب" (وإذا كان هذا في شيوخه فبالأولى أن لا يكون شيوخ شيوخه عدولًا إذا سموا، فكيف إذا لم يسموا؟!
الأخرى: قوله: "والمعترف له بزوال الجهالة. ."
أقول: إن كان يعني أن ذلك معترف به عند المحدثين، فقد كذب عليهم، فقد عرفت مما سردنا آنفًا طائفة من الضعفاء من شيوخ شعبة مباشرة، فبالأولى أن يكون في شيوخ شيوخه من هو ضعيف أو مجهول.
وكم من حديث رواه شعبة، ومع ذلك ضعفه العلماء بمن فوقه من مجهول أو ضعيف، من ذلك حديثه عن أبي التَّيَّاح: ثني شيخ، عن أبي موسى، مرفوعًا، بلفظ: (إذا أراد أحدكم أن يِبول فلْيَرْتَدْ لبوله موضعًا"، فضعفوه بجهالة شيخ أبي التياح.
ومن ذلك حديث: "من أفطر يومًا من رمضان عن غير رخصة. . " الحديث.
رواه شعبة بإسناده، عن أبي المطوس، عن أبي هريرة، مرفوعًا: فضعفه البخاري وغيره بجهالة أبي المطوس فراجع: "الترغيب والترهيب" (٢/ ٧٤) و"المشكاة" (٢٠١٣) و"نقد الكتاني" (٣٥).
[بيان طريقة الكوثري في إعلال الحديث بالجهالة]
وإن كان يعني بذلك نفسه، أي أنه هو المعترف بذلك، فهو كاذب أيضًا -مع ما فيه من التدليس والإيهام-؛ لأن طريقته في إعلال الحديث بالجهالة تناقض ذلك، وإليك بعض الأمثلة في طريقة الكوثري في إعلال الحديث بالجهالة:
١ - عبد الرحمن بن مسعود، صرح في "النكت الطريفة" (ص ١٠١) بأنه "مجهول" مع أنه من رواية شعبة عنه بالواسطة! وقد قمت بالرد عليه عند ذكر حديثه الآتي [يعني: في الضعيفة] برقم (٢٥٥٦) وبيان تناقضه، وإنْ كان الرجل فعلًا مجهولًا.