للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غزاةٍ فأصبنا وقتلنا من المشركين حتى بلغ بهم القتل إلى أن قتلوا الذرية، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ما بالُ أقوامٍ بلغ بهم القتل إلى أن قتلوا الذرية، ألا لا تقتلنَّ ذرية، ألا لا تقتلنَّ ذرية" قيل: لم يا رسول الله! أليس هم أولادُ المشركين؟ قال: "أو ليس خياركم أولادُ المشركين؟ ".

* وتابعه عَمرو بن عون: ثنا هشيم: أبنا يونس بنُ عبيد، عن الحسن: ثنا الأسود بنُ سريع وذكر الحديث. أخرجه الحاكم (٢/ ١٢٣)، قال: ثنا أبو بكر محمَّد بنُ المؤمل بن الحسن: ثنا الفضل بنُ محمَّد الشعرانيّ: ثنا عمرو بن عون. قال الحاكم: "صحيحٌ على شرط الشيخين" ووافقه الذهبيُّ.

* قلتُ: وشيخ الحاكم: ترجمه الذهبيُّ في "السير" (١٦/ ٢٣ - ٢٤)، وقال: "الإمامُ، رئيس نيسابور. . . أحدُ البلغاء والفصحاء" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ويظهر أنه متماسكٌ، والفضل بن محمَّد الشعراني، قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٣/ ٢/ ٦٩): "كتبتُ عنه بالريّ وتكلموا فيه". وقال ابن الأخرم: "صدوقٌ غالٍ في التشيع". وقال الحاكم: "ثقةٌ مأمون، لم يطعن في حديثه بحجة". أما الحسين القباني فرماه بالكذب فتعقبه الذهبيُّ في "السير" (١٣/ ٣١٩)، فقال: "بالغ".

* فهذا عاضد والتعويل على رواية زياد بن أيوب.

* أمَّا قول الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين" فليس كذلك وإن وافقه الذهبيُّ؛ لأن مسلمًا لم يرو شيئًا لعمرو بن عون عن هشيم، والبخاريُّ لم يرو شيئًا لهشيم عن يونس ابن عبيد، وهما معا لم يرويا شيئًا للحسن عن الأسود بن سريع.

* ثم رأيت ترجمة الأسود بن سريع في "التاريخ الكبير" (١/ ١/ ٤٤٥) للبخاريّ؛ فقال: "قال لنا مسلم، عن السرى بن يحيى: ثنا الحسن: ثنا

<<  <  ج: ص:  >  >>