للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل يُضعف به الراوي أم لا؟ فإن كان كذلك، فتحمل عبارة: "ليس بشيء" على ذلك، وإن كان القول الآخر توثيقًا، فيُحمل قوله: "ليس بشيء" على أن أحاديثه قليلة على أنه لا يمكن استعمال هذه القاعدة كميزان ثابتٍ، فإنه يحتمل فيها دخول الخلل. والله أعلم.

* فإن قال ابنُ معين في الراوي "ليس بشيء" ولم يكن له قولٌ آخر، فينظر إلى قول بقية الأئمة. فإن كانوا يجرحونه جرحًا شديدًا فتحمل عبارة ابن معين على ذلك الجرح، وإن كانوا يوثقونه، فيُحمل قول ابن معين على أن أحاديثه قليلة -احتمالًا- ولا يُحمل على المعنى المتبادر للكلمة، وهو الجرح. والله الموفق.

[أمثلة من الرواة الذين قال فيهم ابن معين: ليس بشيء]

* ومن أمثلة لذلك: عبد الرحيم بن زيد العمي. قال الدُّوري، عن ابن معين: "ليس بشيء". ونقل العقيليُّ عنه: "كذابٌ خبيث".

* عبد الرزاق بن عُمر الثقفي: الدوري، عن ابن معين: "ليس بشيء". أحمد ابن عليّ المروزي، عنه: "ليس بثقة". عليّ بن الحسن الهسنجاني، عنه: "كذّاب".

* عبيد الله بن زحر: حكى ابنُ أبي خيثمة، عن ابن معين قوله: "ليس بشيء". وقال عثمان الدارميّ عنه: "كل حديثه عندي ضعيفٌ".

* عثمان بن عبد الرحمن بن عُمر المدني. قال ابنُ معين: "ليس بشيء". وقال مرّةً: "لا يكتب حديثه، كان يكذب".

* فالحاصل أن عبارة "ليس بشيء" لا يمكن حملها في حقِّ ابن معين على أن الراوي أحاديثه قليلة.

* فإذا نظرنا إلى حال أبي بكر الداهري، وجدنا ابن معين قال: "ليس بشيء" وكان كلام بقية الأئمة فيه شديدًا، علمنا أن ابن معين يجرحه بغير شكٍّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>