للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبي هريرة يرفعه. ويشهد له أنه رواه جمعٌ آخر عن قتادة مرفوعًا. . " انتهى.

* قلتُ: رضي الله عنك! ففي هذا النظر الذي رأيتَهُ نظرٌ! ولم يقع تصحيفٌ من الرواة، إذ السياق يأباهُ، ولو كان الأمر كذلك لم يكن لقوله: "رفعه" معنىً، إذ أنَّ الإمامَ أحمدَ أراد أن يشيرَ إلى اختلاف هشام ومسعر في خصوص رواية وكيع عنهما، فقال: إنَّ هشامًا رفعه إذ قال فيه: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ". فلو أنه قال: ورفعه مسعر فأيُّ فائدةٍ تكونُ في هذا التطويل، ورواية مسعر ترجعُ إلى رواية هشام؟

* نعم! إنَّ صنيع مسلمٍ يؤيد نظرَ الشيخِ رحمه الله, فقد قال في "صحيحه": حدثني زهير بنُ حرب: ثنا وكيعٌ: ثنا مسعرٌ وهشامٌ. (ح) وحدثني إسحاق بنُ منصور: أخبرنا الحسين بنُ عليّ، عن زائدة، عن شيبان جميعًا، عن قتادة بهذا الإسناد مثله.

* هكذا روايةُ مسلمٍ، ومعنى صنيعه أنَّ وكيعًا رفعه عنهما جميعًا، فإمَّا أن يكون مسلمٌ تساهلَ، فحمل رواية مسعر على رواية هشام، أو يكون زهير بن حرف خالف أحمد في سياقه, وأحمد أوثق من زهير -مع جلالة زهير وثقته-، وتفريقه بين رواية هشام ومسعر يدلُّ على ضبطه.

* ويؤيده إسحاق بنُ راهُويه -الجبل الأشم- فإنه أخرجه في "مسنده" (٧)، قال: أخبرنا وكيعٌ: نا مسعرٌ، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة, مثله، ولم يرفعه.

* ويؤيده أيضًا أنَّ الدارقطنيَّ سُئِلَ -كما في "العلل" (٨/ ٣١٤ - ٣١٥) - عن هذا الحديث، فقال: "رواه مسعر عن قتادة، واختلف عنه. فرواه خلاد بنُ يحيى، وابنُ عيينة، ويزيد بنُ هارون، والقاسم بنُ معن، وعبد الله بنُ إدريس، عن مسعر، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة مرفوعًا. ورواه وكيعٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>