للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اتصال الصفوف ليس شرطاً في صحة الصلاة

السؤال

ما الدليل على أن اتصال الصفوف شرط في صحة الصلاة؟

الجواب

عندما نقول: ينبغي أن تتصل الصفوف، فلا يعني ذلك أن نجعلها شرطاً في البطلان، في الحرم المكي الناس يصلون أمام باب الملك عبد العزيز، وآخرون في شارع أجياد على بعد مائة متر، فقد جاء مستعجلاً فيركع، وهكذا صفوف أخرى، فأنا أسأل: ما هو الدليل على أن اتصال الصفوف شرط في صحة الصلاة؟ الطالب: حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمنفرد خلف الصف) .

الشيخ: حديث (لا صلاة لمنفرد خلف الصف) ، النفي هنا عند الجمهور نفي الكمال لا نفي الصحة؛ لأن أبا بكرة جاء وركع خلف الصف ثم دخل في الصف وهو راكع، فالعلماء يستدلون بهذا الحديث ويقولون: لو كانت الصلاة باطلة خلف الصفوف لبطلت تكبيرة الإحرام التي عقدها أبو بكرة خلف الصف، فلما أجازها الرسول صلى الله عليه وسلم فهم أن (لا صلاة لمنفرد خلف الصف) على سبيل نفي الكمال لا نفي الصحة.

وبالمناسبة: فإن بعض أهل العلم سئل عن صلاة الملوك في القصور التي خلف الحرم، فقال: جائزة، وفي جلسة خاصة: سئل: على أي أساس أجزتها؟ قال: لأنه إذا نزل فسوف يؤذي المصلين كلهم، فالجنود سيبعدون المصلين ويشتتونهم، فليصل الملك في قصره، وهذا بينه وبين الله سبحانه وتعالى، وهذا منطق مسدد لعلة درء المفسدة.

وعلى ذلك نقول: اتقوا الله ما استطعتم، فيجوز لي أن أصلي منفرداً ولي أجر الجماعة، أي: إذا صليت منفرداً وربي يعلم من حالي أني أريد الجماعة كتبت لي جماعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا خرج أحدكم من بيته يريد الجماعة فوجد الناس قد صلوا كتب له أجر الجماعة) وهذا لأصحاب الأعذار.