النجوى: هي الكلام الذي يتسارر به، أي: يسر بعض الناس إلى بعض به، فيحدث به الناس سراً، وأكثر الكلام الذي يتكلم به الناس كلام فارغ ليس له فائدة إن لم يكن إثماً، فرب العزة يقول:(لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ) ، ومن العلماء من قال:(لا خير) .
أي: في الكلام، فإذا فهمت المفهوم المخالف فأكثر كلامهم شر.
قوله تعالى:(إِلّّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ) هذا من الأمور المستثناة التي ليست بشر وهو أن يتناجى أحد مع الآخر، ويصحبه ويقول له: ما رأيك أن تتصدق اليوم، ونذهب عند فلان الفقير نزوره، وندخل البيوت نعطي أهلها، ونذهب اليوم إلى المستشفيات نعود المرضى ونعطيهم بعض ما يسره الله، وقليل الذين يتناجون بهذا.
قوله تعالى:(أَوْ مَعْرُوفٍ) أي: فعل أي معروف كان، وقوله تعالى:(أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) هذه مما فرط فيها الكثير، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام:(تعدل بين اثنين صدقة) ، وفي رواية:(تصلح) ، و (تعدل) بمعنى (تصلح) .