هل يجوز لأخت أن ترفض أخاً نحسبه على خير من أجل أن فيه عيباً خلقياً؟
الجواب
نعم، يجوز لها ذلك، فالمرأة تريد من الرجل كما يريد الرجل من المرأة، وتحب من الرجل كما يحب الرجل من المرأة، فإذا لم تكن نفسها منشرحة للرجل ستقصر في أداء الحقوق إليه، ومن ثم يلحقها الإثم.
وعلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم جاءت امرأة ثابت بن قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت:(يا رسول الله! ما أعيب على ثابت في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام ... ) وردت في بعض الأسانيد التي فيها كلام أنها كانت تبغضه بغضاً شديداً لهيئته، حتى إنه جاء في بعض الروايات وإن كان في إسنادها بعض الكلام أنها قالت: لولا مخافة الله إذا دخل عليّ لبصقت في وجهه.
فعندما جاءت إلى الرسول عليه الصلاة والسلام قال لها:(أتردين عليه حديقته؟ فقالت: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقبل الحديقة وطلقها تطليقة ... ) .
أما من ناحية الجواز فجائز.
وفي هذا المقام نذكر أن حديث:(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) هو حديث منازع في صحته، وكل أسانيده التي وقفت عليها ضعيفة، خاصة الزيادة الملحقة:(إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) من العلماء من حسنه أو صححه لكن كل طرقه واهية.
ويشهد لوهاء المعنى وضعف المعنى أن فاطمة بنت قيس جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:(إن معاوية وأبا الجهم خطباني يا رسول الله) ، فاختار لها الرسول شخصاً ثالثاً غيرهما وهو أسامة بن زيد، مع أن أسامة لم يكن قد خطبها في من خطب، وورد عند النسائي بسند رجاله ثقات -إلا أن في إسناده- علي بن الحسين بن واقد يقول الإمام أحمد: في أحاديثه بعض الزيادات لا أدري أيش هي، لكن أحمد وثقه-: (أن أبا بكر تقدم لـ فاطمة فقال النبي: إنها صغيرة، ثم تقدم لها عمر فقال النبي: إنها صغيرة، ثم تقدم لها علي فزوجها إياه) رضي الله عنهم أجمعين.
فإن قال قائل: إن رسول الله تزوج عائشة، فنقول له: للرسول وضع خاص صلى الله عليه وسلم.
فالشاهد: يجوز للمرأة أن ترد الرجل لعيب خلقي فيه، إذ لا دليل يوجب عليها أن تقبل كل من تقدم لها.